آراءدولي

الحساوي: أسئلة محرمة

وائل الحساوي
وائل الحساوي

وائل الحساوي:

إن اولى علامات الخذلان هي ان يستطيع عدوك برمجة عقلك بحسب ما يريده لا بحسب قناعاتك العقلية، في اعتقادي اننا نعيش تلك البرمجة العقلية دون ان نشعر، فقد استطاعوا اقناعنا بأن ما نشاهده اليوم من اصطفاف دولي موجه تجاه بعض الجماعات المسلحة يمثل المعركة بين الخير والشر وبين الحق والباطل، وان الخير سينتصر حتى وان لم يبذل اي جهد!

ثم تتوجه الكاميرات التلفزيونية والأخبار المتكررة تجاه ذلك العدو الى درجة لا تكاد تشاهد غير صورته ولا تحس بغير وقع اقدامه وتحركاته!

تدور في مخيلتنا تساؤلات كثيرة لا يبدو أن احدا يهتم بالإجابة عنها او توضيح حقيقتها، بل كل ما تسمعه هو: اسمع واطع ولا تناقش، او: من لم يكن معنا فهو ضدنا، ومن تلك الاسئلة الحائرة التي لا تجد لها جوابا هو:

> هل يعقل ان تجتمع ستون دولة في تحالف دولي لم يشهد له العالم مثيلا، ثم نرى المدن العراقية تتساقط الواحدة تلو الاخرى في يد «داعش» دون ان يستطيع احد انقاذ سكانها او صد الهجمات عليها؟!

> هل يعقل ان يكتفي ذلك التحالف الدولي بشن ضربات جوية على «داعش» دون تدخل جيوش برية لتحقيق الانتصار، وهو ما يخالف المفاهيم العسكرية الراسخة بأن كسب الحرب لا يمكن تحقيقه بالطيران فقط؟!

بل والسؤال الأهم هو عن سبب الاقتصار على بضع ضربات جوية كل يوم بينما شاهدنا آلاف الطلعات للطيران الحربي في حروب سابقة؟!

> لا يكاد يمر يوم لا ينتقد فيه الاميركان تركيا بسبب عدم استخدام القوة البرية لحماية مدينة عين العرب في سورية بينما يرد عليهم اردوغان بأن هؤلاء الذين ينتقدون بلاده اين كانوا من التصدي للنظام السوري خلال اكثر من ثلاث سنوات، واين كانوا من آلاف الابرياء الذين سقطوا في حلب وبقية المدن السورية؟!

> كما رد أردوغان على منتقديه بأنه قد طالب بإيجاد منطقة آمنة على الحدود مع سورية يلجأ اليها السوريون لحمايتهم من بطش النظام، ولكن الاميركان كانوا يردون دائما بأن الحديث عن منطقة آمنة ليس مجال بحث اصلا، فهل نفهم بأن الاميركان يخافون على النظام السوري من السقوط في حال انشاء منطقة آمنة على حدوده مع تركيا، وان اسرائيل لا يمكن ان توافق على قيام مثل ذلك المشروع؟ الجواب هو نعم، وقد طالب الجيش الحر مرارا بإنشاء مثل تلك المنطقة الآمنة لحماية شعبه ولكن كان الرد بالرفض في كل مرة!

> لماذا اعلن اوباما عن ذلك التحالف الهش ان كان لا يريد ارسال جنوده على الارض ولا يريد المساس بالنظام السوري بل حتما في العراق مازالت «داعش» تتقدم بالرغم من الضربات الجوية المذكورة وتقترب من دخول بغداد؟!

> ما هو مفهوم تدريب المعارضة السورية المعتدلة الذي تكرر مئات المرات منذ قيام الثورة السورية هل هو على استخدام الرشاشات الخفيفة؟! ولماذا لم يتم تزويدهم بأسلحة نوعية تحقق لهم التفوق على النظام المجرم الذي يقتل منهم المئات كل يوم بالبراميل المتفجرة والكيمياء ويتعاون معه جميع جنود الشيطان في العالم لمنع سقوطه!! لدينا اسئلة كثيرة ومحيرة حول ما يجري حولنا واولها حول حقيقة تنظيم داعش واسباب ظهوره، واسباب السكوت عنه عندما كان يجتاح المدن السورية ويقتل الثوار السوريين ويسرق أسلحتهم.

يبدو أن عقولنا لن تستطيع الانعتاق من تلك البرمجة العقلية المفروضة عليها، ولكن ارجوكم بأن تتركوا لنا بعض العقل لكي نفكر ولا نضطر للبصم على كل ما تأمروننا به!!

المصدر: الراي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى