آراءدولي

الحساوي :اللغة الوحيدة التي يفهمها الأعداء!

د. وائل الحساوي :وائل-الحساوي

تصريح وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل: «إن أمن اليمن وأمن دول مجلس التعاون كل لا يتجزأ، واذا لم يتم انهاء الانقلاب الحوثي سلميا فسيتم اتخاذ الاجراءات اللازمة لحماية المنطقة، ذلك التصريح الجريء من وزير الخارجية السعودية ترك أثرا مطمئنا في نفوس الناس وهم يراقبون الحوثيين في اليمن يبتلعون المدينة تلو الأخرى وسط صمت دولي غريب، لاسيما وهم يتحدون الشرعية التي ارتضاها الشعب اليمني ويعتدون على جميع مؤسساته! وبالرغم من إدانة مجلس الأمن الدولي لممارسات الحوثيين في اليمن وتهديدهم بمعاقبة المتسببين في تلك الفوضى، الا ان الجميع يدرك ان روسيا لن تسمح بفرض عقوبات على الحوثيين تحت بند الفصل السابع لانها من اكبر المستفيدين من تلك الفوضى العارمة في المنطقة.إذاً لم يبق لدى دول الخليج الا الاعتماد على نفسها ومواجهة أولئك الأعداء بالقوة! لقد جربنا الديبلوماسية في الدفاع عن بلادنا العربية لكننا وجدنا ايران تبتلع اربع دول وتزعزع اركانها دون خوف اوحياء، وقد شاهدنا كيف ابطل دخول القوات السعودية الى البحرين مخطط ايران لاحتلالها، وهكذا نرى بان العالم لايفهم إلا لغة القوة والتحدي. مخطئ من يعتقد باننا لانملك القدرة على الدفاع عن اليمن، فنحن لا نرغب بالدخول في منازعات عسكرية مع ايران وحلفائها، ولكن ماذا نفعل اذا لم يكن هنالك طريق آخر؟ فتاريخ الانسانية الطويل يدل على ان سنة التدافع بين الحق والباطل هي الاصل كما قال تعالى: «ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض…». لقد بقيت فلسطين تحت حكم الصليبيين قرنا كاملا قبل ان يتحرك المسلمون ويعدّوا عدتهم ليحرروها بأنفسهم، ولقد بقيت الجزائر تحت حكم الاستعمار الفرنسي 130 عاما وذهب ضحية تلك الحرب البشعة اكثر من مليون جزائري، لكنهم استطاعوا نيل استقلالهم في النهاية. لقد استمعت الى مقابلة مع المخطط الاستراتيجي الدكتور سامي الفرج بالامس بين فيها «بان التصدي للحوثيين في اليمن ليس صعبا من ناحية استراتيجية ولكنه يحتاج الى تكاتف دول الخليج، وان يتدخلوا باسم قوات درع الجزيرة حتى لا تنتقم ايران من دول بذاتها ويكفي بان تقوم الحكومة اليمنية بطلب التدخل لاضفاء الشرعية على التدخل ولو ان دول الخليج ارسلت تعزيزات عسكرية فقط الى عدن لمنع سقوطها في ايدي الحوثيين لشاهدنا اليمن جميعه يهب للتخلص منهم.

يقول الشاعر:

صبرنا فظن العدو الظنون

وبالغ في قتله وادعى

وعربد يبطش بالآمنين

ويعصر من دمهم أدمعا

جبان وإن ملك الطائرات

جبان وإن ملك المدفعا

حقا إنهم جبناء ولكن خوفنا منهم

وهروبنا هو الذي جرأهم علينا!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى