آراءدولي

الحساوي :هل هم جادون في حل مشكلة سورية؟

د. وائل الحساوي :وائل الحساوي

لا شك في أن العالم جاد اليوم في حل المعضلة السورية، وأن الدول الكبرى أنضجت تلك المعضلة إلى الدرجة التي قد لا تستطيع الاستمرار في اشعالها، لا سيما وقد انتقلت شرارة الحرب إلى قعر أوروبا وباتت تؤرق كاهل تلك الشعوب المدللة التي لم تتعود على أن يمسها أي جرح أو ألم، فقد شاهدت اليوم ذلك الرجل الآلي (فرانكشتاين)، الذي صنعته لتمزق به الشعوب المسلمة وقد تحول إلى قنبلة موقوتة تنفجر في كل مكان وتدمر عواصمها المحصنة وتقتل شعوبها، كما أن مشكلة المهاجرين فتحت على أوروبا أبواب الجحيم وأربكتهم وشوهت صورة أوروبا أمام العالم وصورتها بصورة الشعوب الأنانية التي لا ترحب باللاجئين وبل وتضطهدهم وتطردهم!!

حتى اتفاقية «شينغن» التي تتفاخر بها أوروبا وتفتح بموجبها حدودها لمواطنيها للمرور والإقامة من دون قيود اضطربت وسقطت مع أول اختبار حقيقي للهجرة إلى ديارها!!

والحقيقة أنني أشعر بالتعاطف مع المستشارة الألمانية ميركل التي كما نقول «طقت الصدر» لكي ترحب بالمهاجرين إلى ألمانيا، ثم شاهدنا كيف نزلت شعبيتها في بلدها بسبب هذا الكرم الحاتمي الذي لم يقبله الشعب الألماني، وقد رسب حزبها في الانتخابات المحلية في أكثر من ولاية ألمانية مما يهدد بعدم فوزها لحكم ألمانيا عام 2017!!

المربع الأول

إذاً، فالشواهد تدل على ان العالم مقبل على حل المشكلة السورية، ولكن هل سيكون ذلك الحل هو الذي يرغب فيه الشعب السوري الذي ثار من اجل نيل كرامته، وضحى بالغالي والنفيس من اجل تحرير بلاده من ذلك الظلم الاسود؟

الواضح ان تلك الدول التي تتحكم بمصائر الشعوب تريد حلا يحقق لها المزيد من الدمار للعالم وفرض اجندتها الاستعمارية التي فرضتها في جميع مراحل النهضة على مدى قرون، فها هو الاسد الذي كان العالم يتكلم عن ضرورة رحيله كشرط مسبق لحل المشكلة السورية تراه اليوم يصول ويجول كأسد حقيقي ويفرض وجوده بعد ان سلمه الاميركان مفاتيح الحل، وها هو يجهز بالتعاون مع المجرمين الروس للاستيلاء على حلب، كبرى مدن سورية بعد ان ضعفت قوى المعارضة وتهاوت مقاومتها!!

وها هو جيش سورية الديموقراطية الذي يقوده الاكراد يتوسع ويتمدد ليسيطر على مناطق كثيرة في سورية ويتعاون مع «الشيطان الاكبر» ويعلن دولته الكردية تحت مسمى الحكم الذاتي!!

ونحن بانتظار ألعاب أشد قسوة من تلك اللعبة تعيد لخبطة الامور وترجع القضية السورية الى المربع الاول وللحديث بقية بإذن الله.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى