آراءمحلي

الحساوي: 3 ضربات مؤلمة

وائل الحساوي:

وائل الحساوي
وائل الحساوي

يقولون بأن ضربتين في الرأس توجعان، وأقول بأن عشر ضربات في الرأس تفلق الجمجمة.

لم نكد نستيقظ على مؤشرات هبوط أسعار النفط العالمية، ووصول نفطنا إلى عتبة السبعين دولارا (بخسارة أكثر من أربعين دولاراً يومياً) وهو ما أربك صفوف متخذي القرار عندنا وجعل تصريحاتهم تتضارب وتتقلب، فخلال السبع سنوات السابقة كانوا يتعاملون مع الميزانية معاملة من لا يخشى الفقر ويتصدقون على من هب ودب دون استشارة الشعب، وقد شهدنا ارتفاعات في الرواتب والعلاوات لبعض الوظائف لم يكن أصحابها يحلمون بها بينما أهملنا شرائح كثيرة من الموظفين، ثم جاء الحديث عن البديل الاستراتيجي لتعويض من لم يحصل على زيادة، واليوم بعدما هبطت أسعار النفط، في اعتقادي أن مجرد التفكير في هذا الموضوع سيكون ضرباً من الخيال، ومبروك لمن صادها أولاً وعشى بها عياله!

أما الضربة الموجعة الثانية فهي نزيف البورصة والذي لا يشعر به إلا من دخلها طمعاً في الحصول على بعض الأرباح التي تقابل تعطيله لأمواله فترة من الزمن، وقد شاهدنا كيف ذهبت أحلام الكثيرين أدراج الرياح، ففي كل يوم يمر يتكبدون المزيد من الخسائر في البورصة، ويتداولون أنباء خسارة أسهمهم!! والمشكلة هي أن غالبية المتعاملين الصغار في البورصة هم (كالأطرش في الزفة) فهم لا يفهمون قواعد اللعبة – إن كان هنالك لعبة أصلاً – ولا يجدون من يوجههم وينصحهم لكيفية التصرف، ويسمعون كل يوم عن قوانين للإفصاح والحوكمة وتنظيم البورصة لكنهم لا يرون لها أثراً، والسعيد منهم من تعلم من دروسه وهرب منذ البداية!!

أما الضربة الثالثة والتي جاءت كالصاعقة على رؤوس محبي الرياضة فهي الهزيمة النكراء التي مني بها فريقنا الوطني في مباراته ضد عمان وذلك بعد أن كانت الآمال متعلقة بكأس الخليج وكنا قاب قوسين من الوصول إليها.

لقد فتحت تلك الهزيمة الرياضية بحر الذكريات الأليمة التي عشناها حيناً من الدهر بسبب التخبط في معالجة الملف الرياضي، وعادت إلينا اليوم ذكريات القيادات الفاسدة التي تربعت على عرش الرياضة عقوداً طويلة وساهمت في إجهاض كل محاولة للنهوض بها!!

أشعر بالألم على توجيه النقد اللاذع للرياضيين أو لمدرب المنتخب الذين قد يتحملون جزءاً من النتيجة ولكنهم ليسوا السبب في هزيمتنا!

بالطبع فإن الضربات الأخرى التي نتلقاها يومياً مثل إعلان فشل خطة التنمية وفشل غالبية المشاريع الحيوية وتلوث البر والبحر وغيرها، كل تلك الضربات تنبع من مشكاة واحدة وأسبابها واحدة وهي غياب التخطيط ووضع الرجل غير المناسب في المكان المناسب وعدم محاسبة المفسدين وسياسة (هذا ولدنا)!!

والمشكلة الأساسية التي نعاني منها منذ القدم هي تمسكنا بقشور التدين وتركنا للمبادئ العظيمة التي جاء بها ديننا الحنيف وأوصانا بها، وهو ما أخرج لنا مثل تلك الجماعات المشوهة مثل داعش والقاعدة، وغيرهما!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى