آراءدولي

أمريكا تستعد لـ”هرمجدّون”

حجاج بوخضور
حجاج بوخضور

حجاج بوخضور – القبس:

يروي الرئيس الفرنسي جاك شيراك أن الرئيس الاميركي جورج بوش طلب منه الاستعداد لحرب هرمجدون والمهدي، كما جاء ذكرهما في الانجيل والتوراة، فإذا كان أكبر قادة العالم يخططون لأحداث آخر الزمان، فنحن أولى بذلك، فما آل إليه أمر أمة الإسلام هذه الأيام ودور الغرب من أمر «داعش» ودعاة «الربيع العربي»، يثير الريبة، ويوجب البحث فيها، فالإلمام المسبق بالأحاديث الواردة في المهدي، يساعد على فهم ما يجري، فقد بلغت فيه الاحاديث حد التواتر المعنوي خمسين حديثا.

نهج الصراع العربي – الإسرائيلي، لا يستقيم مع فهم سليم لتعاليم القرآن الكريم، وهدي السنة الشريفة، بل على خلافهما، فلماذا لا نتركهم لبأسهم الشديد يقع في ما بينهم فيدمرهم؟! حيث أخبرتنا الآيات الكريمة ان اليهود: «لا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلا فِي قُرى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ»، ولماذا لا نصبر ونعد العدة، بدلا من هدر وسفك دماء المسلمين بلا طائل، بينما قضاء الله فيهم نافذ؟! فقد بنوا الجدار الواقي والقبة الحديدية، ونُصدّق قوله: «وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قلوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبون بُيوتَهم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأَبْصَارِ»، وحتى يتحقق النصر على اليهود، لا بد من توافر فينا شروط العبودية لله.

جاء في الحديث، «عمران بيت المقدس خراب يثرب، وخراب يثرب خروج الملحمة…»، وذلك حينما يغزو جيش الجزيرة، قاصدا المهدي عند ظهور أمره، فيُخرب المدينة، لدى مروره بها متجها إلى مكة، فيخسف الله بهم الأرض، قبل وصوله إلى المهدي في مكة، كما في الحديث الشريف: «يَغْزُو جَيْشٌ الْكَعْبَةَ، فَإِذَا كَانُوا بِبَيْدَاءَ مِنْ الأَرْضِ، يُخْسَفُ بِأَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ»، بعدها يحرر المهدي القدس من اليهود، ويحكم الأمة الإسلامية، فتنعم خلال سنوات حكمه بالأمن والعدل.

ويقول (عليه الصلاة والسلام): «ستصالحون الروم صلحاً آمناً، فتغزون أنتم وهم عدوا من ورائكم، فتنصرون وتغنمون وتسلمون…». نفهم من هذا الحديث أن هناك حربين في آخر الزمان، الأولى يكون فيها المسلمون والغرب من جهة يحاربون ضد عدو مشترك، والمتتبع للحال السياسية يدرك ان الصين وروسيا وايران وكوريا الشمالية، وربما يتحالف معهم آخرون، بدأوا يتكاتفون كأعداء الغرب، ويشكلون معسكرا ضد الهيمنة الأميركية الأوروبية، ما يجعل الغرب يتحالف مع المسلمين، في صراعهم هذا ضد اعدائهم.

والحرب الثانية تحدث، كما ورد ونُقل، بعد ان تغدر الروم بالمسلمين، وتكون قد جمعت جيشا قوامه قرابة المليون نفر، فيخرج المهدي لملاقاتهم، بالقرب من دمشق، فتقع الملحمة الكبرى، وتكون مقتلة عظيمة، ويكون النصر حليف المهدي والمسلمين، ومن ثم يخرج إلى القسطنطينية فيفتحها، وقريبا من نهاية حكمه، يُحصر المهدي وصحبه في الشام، فينزل عيسى (عليه السلام)، فيهرب الدجال ومن تبعه من اليهود إلى القدس، وهناك يلحقون به فيقتله (عليه السلام)، ويتولى المسلمون أمر البقية الباقية من اليهود، فينطق الحجر والشجر، فيبيدونهم بإذن الله، ثم ما يكون من العلامات الكبرى للساعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى