آراءمحلي

الحمد: عارٌ على الشامتين

مشاري عبدالله الحمد
مشاري عبدالله الحمد

مشاري عبد الله الحمد – القبس:

معادلة الوطن هي معادلة وفاء. كثر من الناس من يعزلون العقل وينظرون إلى الواقع بعاطفتهم ولا يعملون العقل ولا يزنون ما يحصل جيداً، خصوصاً في معادلات السياسة، كونها سيئة للغاية، وميزانها دقيق ويحتاج إلى عقول تعرف ما يحصل ما تحت الطاولة.

ولأن الموضوع «متشرشح عالآخر» فهو لا يحتاج إلى نظريات وشروحات، ولكن تعالوا ننظر ما يحصل:

مجتمع منقسم بين خمسة مجاميع: المجموعة الاولى هي صاحبة الصراع، عددها قليل، وتلعب في الملعب الخاص بها، ولديها من الادوات التي من الممكن أن تحرك فيها كل شيء ما عدا مصلحة الوطن. المجموعة الثانية أدوات تعرف أنها يتم استخدامها ويتم تحريكها كالتلفون العمومي، تضع فيها العملة، جديدة كانت أو قديمة، وستعطيك حرارة على قدر ما تدفع. المجموعة الثالثة مستفيدة من الوضع لتصل لمصالح خاصة ضيقة جداً، سواء كانت مادية أو نفسية، بعيداً أيضاً عن مصلحة الوطن. المجموعة الرابعة لها أهداف تريد فيها الإصلاح، وتريد حقيقة أن تنجز شيئاً للمجتمع، وترى أن الحل الوحيد هو اللجوء إلى الاساليب نفسها التي تتبعها المجاميع. المجموعة الخامسة هي التي ترى ما يحصل بعيداً تماماً عن الإصلاح المطلوب، وأن واقع الحال يقول إن ما يحصل ما هو إلا صراع بين المجموعة الاولى، وهو أمر لا يستحق أن نكون فيه طرفاً، لذلك سنترك الفخار يكسر بعضه بعضاً حتى تهدأ الأمور، فالأوطان لا تصلح باشتداد الصراعات.

والآن عودة لأحداث الاحد الماضي والايام التي قبله، أقولها، وبكل صراحة، عار على كل مواطن أن يشمت بمواطن آخر فقط لأنه لم يعجبه أسلوب المعارضة. نعم، قد لا تتفق مع الاساليب المستخدمة، لكن أن تفرح بضرب من يشاركك الوطن! لا أفهم هذه العقلية. والاسلوب الذي انتقده هو رمي الحجارة على سيارات الأمن وسيارات نقل الأكل، فهناك تصرفات خرجت عن المعقول، ولا أعتقد أن ما حصل هو ما سوف يصلح الحال.

الفساد جميعنا ضده، ولا أحد يرتضيه، ولا أحد يريد السكوت عن كم التأخير الذي طال جميع مؤسسات الدولة، ونحن نسمع عن أرقام فلكية في الغالب هي أكثر ما يحرك البشر غضباً. إن كانت هناك همة نحتاج إليها فنحن نحتاج إلى فزعة ادارية وقانونية، ادارية في عملية الاصلاح الاداري الذي جعل مباني الدولة بأحدث طراز لكن بأسوأ فكر يدار، ونحتاج إلى ثورة قانونية لتنقل حالة البلد المهلهلة ليكون النظام مطبقاً على الجميع.. أكرر للجميع.. وليس أن يطبق على خالتي وتترك عمتي.. ودمتم.

 نكشة القلم

عملية الإصلاح تبدأ إما بنوايا صالحة وإما بإقصاء الفاسد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى