Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
آراءمحلي

الحمود: الحصاد المر

موضي عبدالعزيز الحمودموضي الحمود

 

تستعد شركة أبل لطرح ساعتها الذكية في شهر أبريل المقبل لتضع «أبل» مرة أخرى العالم وأخباره ومتطلبات إنجاز عملك وأسراره، وحياتك الشخصية واحتياجاتها ليس على مكتبك وإنما على معصمك، حيث تكون على اتصال مع العالم 24 ساعة في 7 أيام في الأسبوع وفي كل دقيقة.عالم تكنولوجي مثير وسريع التطور.. ولكن ماذا عن البشر المستقبلين لهذه التكنولوجيا، وكيف يستخدمونها «لراحتهم» أو «لتطور» حياتهم إن جاز التعبير؟.. وهل يتساوى شباب العالم المتقدم وشبابنا في ذلك؟ بالطبع لا.فشباب العالم المتقدم يستقبل هذه الاكتشافات ليضيف إليها ويوظفها لمصلحته ومصلحة الآخرين.. فها هو مارك زوكربيرغ مؤسس موقع «فيسبوك» يستخدم موقعه ليدعو متابعيه الى قراءة كتاب كل أسبوع ويستجيب له عشرات الألوف (لا أعتقد أن منهم أحدا من شبابنا العربي إلاّ ما ندر).وفي الطرف الآخر من العالم يقف شبابنا ليتلقوا هذه التكنولوجيا، ويستخدمها بعضهم وخاصة مواقع التواصل الاجتماعي استخداماً رهيباً، فهؤلاء استثمروه جيداً لتجييش مئات الآلاف من الشباب العربي والغربي للانخراط في الحروب العبثية ضمــن أجـــنحة داعـــش في ســوريا والعـــراق، فـــــها هــو جيك بيلاردي -الأسترالي يفجر نفسه في الرمادي في العراق، وذاك توماس السويدي في بر سوريا يرفع السكين في حركات استعراضية لنحر المخالفين.. وغيرهم الكثير من شباب الغرب الذين جذبهم هذا التنظيم عبر استخدام تلك المواقع التي وُج.دت لخدمة البشرية، ولكن بني يعرب طوروا استخدامها لدمار الشعوب، وها نحن نتابع عبر المواقع التكنولوجية كل يوم خبرا صادما أو عملا كارثيا ضد البشر وضد التراث الإنساني التاريخي بأكمله، وما حادثة تحطيم آثار الموصل إلا مثال صارخ على ذلك.تلك النتائج الكارثية كانت نتيجة طبيعية، لان الغرس في ديار العرب والمسلمين كان ولا يزال يُمهد لثقافة تسلطية وسلوك قمعي وفكر إقصائي، فأسس من عشرات السنين بيئة ارهابية اصبح اليوم طلعها حنظلا وحصادها موتا ودمارا في عالم يتقدم فيه العلم وتزدهر فيه التكنولوجيا التي يستخدمها بعض شبابنا لتكريس ثقافتنا المتخلفة. أما بيئتنا المحلية في الكويت فهي لا تشذ وحالنا مخطور، فالحذر واجب والعناية بشبابنا ملزمة لكل مسؤول ولكل أسرة.. ومناخ الحرية المفتوح هو الضمانة من أي تطرف سياسي أو فكري، والحزم مع الاعتدال أمر تحتمه الظروف الصعبة التي يمر بها الوطن وتمر بها أحوال العرب والمسلمين جميعاً، فمسؤوليتنا عظيمة والتحدي أمامنا أعظم، فهل ننجح؟.. نسأل الله ذلك.. والله الموفــــــــــق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى