آراءمحلي

الحمود: نصف الكأس الفارغ

موضي عبدالعزيز الحمودموضي الحمود

على نمط أسلوب النظر إلى نصف الكأس الفارغ، أو النظر إلى نصفها المملوء.. نشرت القبس في عددها الصادر يوم الأربعاء، الموافق 4 مارس 2015، عنواناً وبالخط العريض حول «نسبة الرضاء عن دولة الرفاه»، حيث بلغت نسبة رضاء المواطنين وفق استبيان القبس %52.6. أرادت القبس إشاعة حالة من التفاؤل في البلاد، وهو أمر محمود، ولكنها بذكاء أشعلت المواقع الإلكترونية والتعليقات التويترية.. والنقاشات.. حول هذه النسبة. فلو أن الصياغة جاءت بغير ذلك، وعكست نسبة %47 من المتشائمين أو غير الراضين.. لما حرك ذلك ساكناً، بل كان سَيَمُر كما المواضيع التي تعج بها الصحف من حالة عدم الرضا التي تسكن في نفوس كثيرة.وبصرف النظر عن دقة الأساس العلمي للاستبيان، وأسلوب عرضه من ق.بَل المُعّ.د، إلا أن مؤشر عدم الرضا في نظري مُرعب ومقلق، حيث قاربت النسبة أو بلغت نصف السكان الكويتيين، وبالطبع عكس المؤشر عينة ممثلة لشرائح المجتمع، شملت رأي الموظف البسيط ورجل الأعمال، ورأي المواطن محدود الدخل، والتاجر، والكاتب، والمهندس، والطبيب، الشاب والمتقدم بالسن، الرجل والمرأة، وغيرهم.. كما اجتهد المحلل السياسي بسرده لعدة أسباب لعدم الرضا (أو التحلطم) على حد تعبيره، ولكن تبقى الحقيقة، التي يجب أن يتصدى لها راسم السياسة ومتخذ القرار، أن الأمر يحتاج إلى معالجة حقيقية تتعدى الأساليب الرسمية والعلاجات الموضعية والرسميات والاحتفالات الموسمية.المسؤولية بالطبع منوطة بمجلس الوزراء لمراجعة النهج وتقييم الأداء للوزارات المختلفة.. فالكل يعلم أن الحكومة أضحت «اللاعب الوحيد» في الساحة السياسية من دون الدخول في تقييم دور المجلس وأدائه، وعليها وحدها النظر بجدية إلى هذه المؤشرات المقلقة والمقرونة بالقراءات والتقييم الخارجي، خصوصا المؤشرات الصادرة من المؤسسات العالمية، وقد تحدثنا عنها مرات عديدة، وحلَّلها غيرنا باستفاضة، كمؤشرات مدركات الفساد، والشفافية، ومؤشر «جودة الحياة في المدن»، الذي يظهر مع الأسف دولتنا في المراتب المتأخرة بالنسبة إلى دول المنطقة أو الدول العربية أو حتى العالمية، أمر أصبح بالفعل مقلقاً للمواطن العادي، ويتعدى حالة التحلطم إلى الواقع الموثق بأرقام ومؤشرات ومقاييس لا تكذب ولا تضلل، وإنما تعكس حقائق يجب التعامل معها بجدية وسرعة.فهناك شباب مُقبل على الحياة، فلنمدهم بجرعة أمل وتفاؤل بإصلاح الأمور وإطلاق الحريات ومحاربة البيروقراطية الفاسدة، إن أردنا إنقاذ بلدنا وإدارة الكفة فيه نحو البناء وليس الهدم.إلى المرأة في يومها.يحتفل العالم غداً، والموافق الثامن من مارس، بيوم المرأة العالمي، تلك المخلوقة التي أصبحت تعاني من واقعها الصعب، خاصة في مجتمعاتنا وبلادنا العربية، فهي تعاني من ظلم المجتمع وظلم الأنظمة والإدارات وتبعات الحروب ومآسي القتال، فهي العاملة وقت الرخاء، وهي الحاملة عبء التربية والتوجيه، وهي الحانية على أسرتها وقت الشقاء.. وهي المتصدرة لصد جور الزمن وتدهور الأحوال في مجتمعاتها الخاضعة للقتال والإرهاب، فحري بنا أن نحتفل والعالم بيومها.. وعلى الجميع أن يمد لها يد التشجيع والتمكين، لعلَّها تتصدر موقعاً هي أحق فيه في صدر مجتمعاتها من موقعها الحالي المتواري خلف جدران تسلط العادات والتقاليد البالية.. والله الموفق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى