منوعات

الغيرة على الأعراض

شوارح حماك:2347

إن كريم العرض ليبذل الغالي والنفيس للدفاع عن شرفه، وإن ذا المروءة الشهم يقدم ثروته ليسد أفواهاً تتطاول عليه بألسنتها أو تناله ببذيء ألفاظها, نعم إن الشهم ليصون عرضه بالمال فلا بارك الله بمال لا يصون عرضاً.

بل لا يقف الحد عند هذا فإن صاحب الغيرة ليخاطر بحياته ويبذل مهجته ويعرض نفسه لسهام المنايا عندما يرجم بشتيمة تلوث كرامته. يهون على الكرام أن تصاب الأجسام وتسيل الدماء لتسلم العقول وتحفظ الأعراض. وقد بلغ دينكم في ذلك الغاية حين أعلن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: «ومن قتل دون أهله فهو شهيد»

أخي حماك الله: بصيانة العرض وكرامته يتجلى صفاء الدين وجمال الإنسانية، وبتدنسه وهوانه ينزل الإنسان إلى أرذل الحيوانات البهيمية.

ابن القيم رحمه الله: “إذا رحلت الغيرة من القلب ترحلت المحبة بل ترحل الدين كله”.

لقد كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من أشد الناس غيرةً على أعراضهم. روي في الحديث: «قال سعد بن عبادة لو رأيت رجلا مع امرأتي لضربته بالسيف غير مصفح، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: “تعجبون من غيرة سعد، والله لأنا أغير منه، والله أغير مني، ومن أجل غيرة الله حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن..”»

من حُرم الغيرة حُرم طهر الحياة، ومن حُرم طهر الحياة فهو أحط من بهيمة الأنعام، ولا يمتدح بالغيرة إلا كرام الرجال وكرائم النساء.

إن الحياة الطاهرة تحتاج إلى عزائم الأخيار، وأما عيشة الدعارة فطريقها سهل الانحدار والانهيار، وبالمكاره حفت الجنة، وبالشهوات حفت النار.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى