Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
آراءمحلي

الدعيج يكتب : ضحايا صدام حسين

 

  - القمة نيوز
عبد اللطيف الدعيج

بقلم : عبد اللطيف الدعيج

ذكرى الغزو العراقي الغاشم أعادت الى الاذهان الجدال، وأحيانا الصراع القديم الجديد بين دعاة النسيان، او على الاقل التسامح، وبين الذين يريدون إبقاء ذكرى الغزو متقدة وراسخة في ذهن الناس. هذا الجدل، او الصراع، يسخره الكثيرون لمصلحتهم ولمواقفهم الآنية، اكثر مما يسخرونه خدمة للمصلحة العامة وحفظا واحتراما للتاريخ، او إجلالا لمن قضوا بسببه. واكثر من يثير ويعيد إثارة امر إذكاء امر الذكريات المرة للغزو هم من يتربص بالعراق شرا، او لديه تحفظ بالذات على العلاقات التنموية الضرورية بين الكويت وما يسمى بدول الضد. ذكرى الغزو يجب ان تبقى. ومآسي الاحتلال من المفروض ان تحفظ وتدرس ويتم «الاحتفال» باستعراضها وتبيان آلامها ومحنة من تعرض لها. وليس من العدل او الاحترام لشهداء وضحايا الغزو «من الجانبين» ان نتناسى ما حدث، ونغلق الابواب والملفات على الآلام والمآسي التي مرت بها الاوطان قبل الناس. ذكرى الغزو يجب ان تبقى وتستمر.. ولكن.. ليس لأن ينتقم الكويتي من العراقي او يتخذ موقفا ضد هذا الشعب او تلك الدولة، ولكن من اجل ان يعي العراقي بالذات وليس الكويتي فقط معنى الاحتلال ومأساة الاجتياح، ونتائج وجود نظام دكتاتوري قمعي في المنطقة. هذه هي الجدوى الحقيقية من اجترار ذكريات الغزو الغاشم او الاحتفال بظروفها وتسبيب حدوثها. لن تجدي الذكرى ان كان الهدف منها الانتقام او إبقاء العلاقات قائمة على الكراهية، او حتى مشوبة بالحذر بين الشعبين، الكويتي والعراقي، او بين الكويت وبين ما يسمى بدول الضد، بل يجب ان تبقى ذكرى الغزو درسا ضد الانظمة القمعية وتحوطا لانتشار الدكتاتورية والحكم الفردي في المنطقة. ان الغزو العراقي للكويت هو نتيجة وجود نظام قمعي استقصد الانسان العراقي قبل الكويتي. عانى منه العراق مثلما عانت منه الكويت، وحتى بعض شعوب المنطقة. ويجب ان نحرص هنا في الكويت كما في العراق، كما في اي نقطة في منطقتنا الملتهبة، على ألا يتكرر ذلك، اي ألا يتكرر وجود نظام مثل نظام صدام حسين في منطقتنا او حتى قريبا منها.. وهذا هو الهدف من التذكير والمعنى من استذكار مآسي وآلام الغزو. عبد اللطيف الدعيج

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى