يسبب السرطان ويضر خلايا المخ
68 الف مصاب بالمرض وتزايد الاعداد مؤشر خطير
معهد الأبحاث وجمعية الصيادلة لا يتعاونا
الأطباء وبائعوا الأدوية جاهلون لأبجديات الوقاية السليمة
الإمتناع عن أطعمة القمح والشعير علاج أمثل
حاورها / احمد حسن
اكدت رئيسة فريق التوعية بمرض السيلياك بمركز العمل التطوعي، سعاد الفريح ، ان عدد الإصابات بمرض السيلياك في الكويت 68 ألف شخص تقريبا في حين كانت الإصابات نحو 10 ألاف عام 2010 ، أي قرابة ال 7 أضعاف في غضون 4 سنوات ، وهذا مؤشر خطير للغاية يجب الانتباه الية وتكثيف الجهود للتقليل منة قدر المستطاع
علاقتة بصنع القرار
وكشفت الفريح في حديثها لــ ” حماك ” عن توجهات لتخصيص جزء من محاضرة حول قادة الغد الاسبوع المقبل في جمعية المحامين الكويتية للحديث عن اخر المستجدات حول المرض واساليب الوقاية ، لما للمرض من تأثير مباشر علي الحياة الشخصية للفرد وطرق اتخاذ القرار خاصة لدي فئة الشباب المقبلون علي الحياة العملية وعلاقة ذلك بصنع القرار ، لاسيما وان المرض لا يظهر في سن معينة بل قد يصاب بة الشخص في مراحل العمر المتقدمة .
تعاون خجول
الفريح عابت علي بعض الوزارات و المؤسسات ، في مقدمتهم وزارة الصحة ومعهد الابحاث عدم التعاطي بشكل جيد مع مطالبات فريق التوعية بمرض السيلياك ، مشيرة الى كثير من المخاطبات وجهت لتلك الجهات لتقديم الدعم اللازم لكن التجاوب لم يرقي الي مستوي التحديات التي يفرضها انتشار المرض ، مشيدة بجهود قسم الاحصاء والبحوث في جامعة الكويت حول احصاء عدد من الاغذية التي يكثر فيما احتمالات الإصابة بالمرض كنموذج استرشادي علي طريق التشخيص الدقيق للمرض و أكثر الأطعمة التي تساعد في الاصابة بة .
جهل الاطباء
وقالت الفريح « : لا يزال كثير من الأطباء يجهلون خطورة مرض السيلياك، رغم علم اطباء الجهاز الهضمي بخطورته علي الصحة العامة ، وللأسف كثير من الصيادلة لا يعرفون علي وجة التحديد الادوية التي تحتوي علي مكونات تسبب مرض السيلياك لافتقادهم المعلومات الاساسية ، ورغم مخاطبتنا لجميعة الصيادلة إلا ان تجاوبهم ايضا جاء ايضا اقل بكثير مما توقعنا ، وهذا امر مخجل للغاية ، اذ كيف يتعامل الصيادلة مع ادوية يمكن ان ترفع معدلات الاصابة بالمرض وهم يجهلون حقيقة ذلك ؟ ولذا ومن منطلق حرصنا علي الثروة البشرية ومقدراتها اجرينا لقاءات ومخاطبات مع اطباء اوربيون وعالميون للوقوف علي اخر التطورات بشان السيلياك والجديد في التشخيص والعلاج ، كما اجرينا اتصالات مع اكبر معهد لمرض السيلياك في ولاية شيكاغو الامريكية وقد وجدنا منهم تعاون بناء ومثمر ، مشيرة الي أنها مرت بتجربة قاسية وغريبة فقد ظلت تتلقى علاجا لعشر سنوات دون ان يشك الطبيب في اصابتها بالسيلياك.
جهد مميز ومركز متخصص
بينت الفريح ان مركز العمل التطوعي نظم فعاليات ومحاضرت في اكثر من 35 مدرسة تابعة لليونسكو خلال السنوات الماضية لدعم الجانب التثقيفي والتوعية بالمرض ، وطالبت من منطلق علمها ودرايتها الواسعة بخطورة المرض بسرعة انشاء مركز متخصص لأبحاث السيلياك يختص بالمتابعة الدقيقة للمصابين مع وجود أطباء من كل التخصصات ، بالإضافة الى اختصاصيي تغذية وجهات احصاء رسمية لمتابعة المرض اولا بأول ، فضلا عن تنظيم حملات توعية مبكرة في مختلف المؤسسات والمدارس والجامعات ، مؤكدة على ضرورة تكثيف التواصل مع المنظمات والهيئات الدولية للاستفادة من خبراتها الطويلة في هذا الصدد .
مرض مناعي خطير
اوضحت الفريح ان “السيلياك” مرض مناعي ذاتي يصنف كنوع من انواع الحساسية الخطيرة، يحدث لمن يناول دقيق القمح ومنتجاته بكافة انواعها بسبب حساسية الجسم الدائمة لمادة الجلوتين، وهو البروتين الموجود في بعض الحبوب كالقمح والشعير و يرجع تاريخ اكتشاف المرض الى الحرب العالمية الثانية حيث انقطع الخبز ومشتقاته عن بريطانيا وبعض الدول الاوروبية، وبعد انتهاء الحرب وعودة الخبز عادت اعراض المرض واظهرت الابحاث ان البروتين الموجود في الشعير والقمح هو المتسبب الرئيسي في ذلك ، معتبرة ان التشخيص الدقيق للمرض لابد أن يواكبة التأكد من ضرورة منع كل الأطعمة التي تحتوي على القمح والشعير، وذلك مدى الحياة حتى وان اختفت الاعراض الظاهرة لدي شخص عن غيرة .
اعراض شائعة
حول الاعراض الشائعة للمرض قالت الفريح “ الاعراض غير الظاهرة تتمثل في حدوث ضمور في الغشاء المخاطي المبطن للامعاء يترتب عليه ضعف في امتصاص المواد الغذائية المهضومة، ما يؤدي الى تأخر مزمن في معدلات نمو الجسم ، كما ان هذه الاعراض غير الظاهرة تستمر مدى الحياة مادام المريض يتناول هذه الحبوب في طعامه اليومي ، ما يتطلب حمية دائمة من المواد المحتوية على الجلوتين مدى الحياة والاعتماد على الحمية الخالية من الجلوتين.
الكبد والغدد الاكثر عرضة
خطورة المرض كما تصفها الفريح تأتي بالتزامن مع اول اصابة يلحقها المرض بجسم المريض وتكون في الأغشية المبطنة لجدار الامعاء فيصيبها اصابة مدمرة فتتليف وتصبح غير قادرة على امتصاص الطعام ومن هنا تنجم الخطورة ، ويكفي ان نعلم ان نسبة اصابة الغدد والكبد بالمرض تقدر ب 34 % من اجمالي الاصابات ، ويكثر المرض غالبا لدى الاطفال في مرحلة الفطام لأنها الفترة المرتبطة ببدء تجربة الطعام بعد الرضاعة الطبيعية اضافة الى انه يظهر في مرحلة المراهقة المبكرة وهناك حالات اصابة في أعمار مختلفة ايضا، كما ان الدراسات والبحوث اثبتت ان حوالي 20 % من حالات الحمل لدي النساء تنتهي بالاجهاض و 16 % نمو غير مكتمل لدي المواليد وهذة احصاءات ونسب عالية اذا ما قورنت بالنسب العالمية ودليل علي التاثير السلبي للمرض علي صحة الحوامل علي سبيل المثال ، منوهة الي ان السيلياك يؤثر على جميع خلايا الجسم خصوصا المخ والعين والأظافر والأسنان وقد يؤدي إلى الإصابة بالسرطان في بعضاعضاء الجسم.
عن اليات اكتشاف المرض في مرحلة الطفولة اوضحت الفريح ان اكتشاف المرض يبدأ بملاحظة الأم لهزال طفلها وضعف عام في مكونات جسمة وعدم استجابته لكل انواع العلاج التي يتلقاها، ويمكن تشخيص المرض بطريقتين، أولاهما تحليل الدم ويعطي تشخيصاً دقيقا بنسبة 90 في المئة، والأخرى عبر المنظار الذي يؤكد الإصابة بالمرض أم لا ، مشيرة الي ان بعض الدراسات أن أثبتت الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بهذا المرض هم من الاقارب ومرضى متلازمة داون ومرضى متلازمة تيرنر أيضاً ، منوهة الي ان ابرز أعراض السيلياك تكون عبارة تقلصات في الأمعاء وانتفاخ البطن وازدياد شديد في الشهية أو نقصانها وحموضة المعدة وكثرة الغازات وآلام الظهر والإمساك أو الإسهال والتورم والضعف الشديد والإجهاد وتشقق اللسان وتقلص العضلات وجفاف الجلد مع الحساسية ، مشددة علي ان للبيئة بعض التاثيرات في تكون المرض وكذا بعض العادات الخاطئة المرتبطة بالتغذية ، مؤكدة علي ان للمرض ارتباط وثيق بعدة أمراض اخرى منها: التوحد، ، السكر( النوع الأول )، كما يرتبط بأمراض عصبية اخرى أهمها تلف الدماغ، الشيزوفرينيا، الاكتئاب، الصرع، مرض التصلب المتعدد والترنح وفقدان التوازن ، إضافة إلى بعض الأمراض المناعية المختلفة كمرض الكبد المناعي، والغدة الدرقية والمصابون بالسمنة المفرطة يعانون من السيلياك بنسبة تتراوح بين 30 إلى 40٪ ، اذ تشير الإحصائيات العالمية إلى أن 30٪ من سكان العالم يعانون من السمنة المفرطة.
تصور خاطئ
قالت الفريح ” يجب ان يعلم الجميع أن 37٪ من مرضى السيلياك يشخصون في عمر الستين، حتى لا يظن البعض ان الاطفال فقط هم الاكثر عرضة للاصابه بالمرض. ونصيحتي للمرضى عموما ولاسيما مرضى القلب والمصابون بداء السكري، الانتباه الى أنواع الأطعمة التي يتناولونها، وهناك العديد من الدراسات التي ربطت بين تناول القمح وزيادة الوزن والكوليسترول، وانخفاض السكر في الدم عند مرضى القلب، حيث وجد الباحثون أن القمح الكامل يساعد على زيادة الوزن، ويزيد من افراز الأنسولين بصورة أكبر عن حاجة الجسم، ويزيد من نسبة الكوليسترول الضار ، واقول لمرضي السيلياك بصفة خاصة ” الزموا انفسكم بحمية خالية من الجلوتين، لأن عدم الالتزام بها يؤدي إلى أمراض خطيرة كالسرطان وتلف خلايا الدماغ، وعليكم الامتناع عن الجلويتن الموجود في بعض انواع الدواء و المعلبات و المر تديلا والمواد الحافظة، كما يمكنكم الإكثار من تناول البدائل كالذرة والفاصوليا والفواكه والأرز.
القمح والشعير مصدري الاصابة
شددت الفريح علي ان العلاج الأمثل و الوحيد لمريض السيلياك هو الابتعاد تماما عن كل الأطعمة التي تحتوي على القمح والشعير ، لكن قد يكون الامر مكلف لميزانية بعض المرضى، خاصة عن شراء هذه المواد من الاسواق المحلية ، لذا فان ادارة التغذية بوزارة الصحة تقوم بصرف نسبة من المواد الغذائية للمرضى عبر المستشفيات ويجب التوسع في هذا النهج تزامنا مع الارتفاع الكبير في اعداد المرضي .
شو اعلامي عقيم
كشفت الفريح عن وجود فريق متخصص في الوزارة يعمل مع فريق التوعية بمرض السيلياك في مركز العمل التطوعي لكن معظم اعضاءة يسعى للبروباغندا والشوالاعلامي فقط بعيدا عن تحمل المسؤلية وتبعات الزيادة في اعداد الصابين، لان العمل التطوعي يحتاج من يستشعر الجوانب الانسانية والوطنية وليس فقط مجرد التخصص المهني او الانتساب الي جهة تعني بالمرض بشكل صوري ، ولابد ان يعي اختصاصيو التغذية اليات علاج المرضى، وطبيبات النساء يجب ان يقمن بتعزيز ثقافتهن في المرض لان نسبة كبيرة من مريضات السيلياك يصبن بالعقم والاجهاض المبكر المتكرر وعدم اكتمال نمو الجنين.
حذر مطلوب
نصحت الفريح الأطباء باتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر عن إجراء عمليات جراحية لمرضى السلياك،، لان السيلياك كمرض مناعي ذاتي يؤثر على الجهاز المناعي لدى المرضى، وبالتالي يحول دون مقاومة الجسم للفيروسات والبكتيريا الموجودة في بعض المستشفيات ، كما دعت الأطباء في جميع التخصصات إلى الرجوع إلى المواد الأولية الداخلة في صناعة الأدوية قبل وصفها للمرضى لأنها قد تحتوي على الجلوتين، وتحذير المرضى من استخدام المواد والأواني البلاستيكية في الطعام، لأنها قد تكون مصنعة من مخلفات القمح.
قالت الفريح ان عدم تخصصها في هذا المرض ، مشكلة واجهتها كثيرا منذ اهتمامها بالمرض، لكن بعد اصابتها بالمرض وشفائها منه ، استثمرت عملها كمستشار في هيئة الصناعة كاختصاصي كمبيوتر في البحث عن اعراض واخطار المرض وكيفية الوقاية منه، واقامت اول محاضرة في الجمعية الطبية عام 2008 بحضور وزير الصحة انذاك هلال الساير ونجحت المحاضرة وبدأت بعدها في تشكيل فريق توعية بمرض السيلياك ، ثم شرعت بعد ذلك في إعداد اول موسوعة عربية عن المرض بعنوان قصتي مع السيلياك.
تؤمن الفريح بان العمل التطوعي له لذة رائعة لا يشعر بها الا كل من يتذوق معنى رسم البسمة على شفاه الاخرين ومساعدتهم على التعافي من مرض يمثل لهم معاناة كبيرة ومستمرة.
شكر واجب
وجهت الفريح الشكر والتقدير لكل من يدعم عمل الفريق وعلى رأسهم الشيخة امثال الأحمد رئيس مركز العمل التطوعي والاستشاري بوزارة الصحة د.احمد الشطي والشيخة شيخة العبد الله والشيخة الزين الصباح وكل اعضاء فريق التوعية الذي يشارك معي في كل الانشطة والفعاليات الخاصة بالمرض.
