يحكي أحدهم فيقول: أثناء ركوبي إحدى وسائل المواصلات في نهار رمضان فرد من الركاب – وكان شابًا – نزلَ ونسي أن يدفع الأجرة للسائق؛ الذي بدا عليه الغضب وظل ينادي على هذا الشاب ولكنه كان قد ابتعد ولم يسمعه.
وقبل أن يقوم السائق بإخراج غضبه وعصبيته وألفاظه؛ وجدت واحدًا من الرُكّاب الجالسين؛ يقول له: هو معي وانا سأقوم بدفع أجرته لك؛ لربما نسي أن يخبرك فقط وهو نازل.
السائق حينها أخرج غضبه على هذا الراكب: لِمَ لم تقُل لي هذا الكلام منذ ساعة؟! يعني هل تنفع هذه العطلة ووقفة الحال؟!
فالرجل بكل بساطة ابتسم في وجهه؛ وقال له: حصل خير ورمضان كريم..
وقام بدفع الأجرة لاثنين وهو نازل وانتهي الأمر..
الغريب في الموضوع ان الرجل لم يكن يعرف الشاب الذي نزل في الأول ونسي أن يدفع الأجرة من الأساس؛ الاثنان كانوا بعيدين عن بعض تمامًا؛ وصعدوا إلي السيارة من أماكن مختلفة ليس لها علاقة ببعضها؛ هذا فضلا عن انهم لم يتبادلوا كلمة واحدة مع بعضهما طول الطريق برغم تلاقي أبصارهم أكثر من مرة..
لكنها شهامة من رجل؛ أرسله الله كـ فاعل خير؛ لحفظ لسان السائق وعِرض هذا الشاب في رمضان.
