من طرائف أشعب

ارتبط اسم رجل يدعى أشعب في العصر العباسي بكثير من القصص والنوادر المأثورة والأخبار المستظرفة في كتب الأدب
فمن هو أشعب؟
تعود شخصية أشعب وقيل شعيب إلى رجل يدعى أشعب بن جبير، تذهب بعض الروايات إلى أنه ولد سنة 9 هجرية، وكان أبوه – في الغالب – من موالي عثمان بن عفان، وقد عاش إلى أيام خلافة المهدي ثالث الخلفاء، ولكن الروايات تتعدد بأنه كان مولى عثمان أو سعد بن العاص والزبير بن العوام وآخرين.
وهذا لو صدقت رواية مولده، فيعني هذا أن أشعب عاش ليس أقل من 150 سنة، وهو أمر مبالغ فيه، ما يعني أن تاريخ ميلاده قد يكون متأخرًا بعض الشيء، وبالتحديد في خلافة عثمان تقريبًا حوالي 35 هجرية.
تربى على يد عائشة بنت عثمان بن عفان، ويروى أنه تأدب على يدها وتعلم علوم الدين، ولكن فيما بعد فإن هزل وظرف أشعب صرف الناس عن الأخذ به في مسائل الدين والحديث.
كان طيب العشرة، يحسن القراءة، وكان شديد الذكاء، وفي شأن نوادره فالواقع أنها يختلط فيها الخيال بالواقع، وتم الكثير من التحريف فيها، برغم أن الصورة العامة التي هيمنت في كتب التراث أنه رجل حريص وصاحب نكتة.
عرف أنه كان حسن الصوت وكان يجيد الغناء، بل يتكسب منه، وقد مزج دعابته بروح المُغني، وإن كان يميل أيضا للتطفل لشدة طمعه ما جعله مضرب مثل في ذلك، وقد ذكر في كتاب “أمثال العرب للميداني القول: “أطمع من أشعب”
وها هي إحدى طرفه:
سافر أشعب مع رجل من التجار، وكان هذا الرجل يقوم بكل شيء من خدمة وإنزال متاع وسقي دواب، حتى تعب وضجر، وفي طريق رجوعهما نزلا للغداء، فأناخا بعيريهما ونزلا، فأما أشعب فتمدد على الأرض، وأما صاحبه فوضع الفرش، وأنزل المتاع ثم التفت إلى أشعب وقال: قم اجمع الحطب وأنا أقطع اللحم..
أشعب: أنا والله متعب من طول ركوب الدابة.. فقام الرجل وجمع الحطب.
ثم قال: يا أشعب! قم أشعل الحطب..
أشعب: يؤذيني الدخان في صدري إن اقتربت منه.. فأشعلها الرجل
ثم قال: يا أشعب! قم أمسك على لأقطع اللحم.
أشعب: أخشى أن تصيب السكين يدي.. فقطع الرجل اللحم وحده
ثم قال: يا أشعب! قم ضع اللحم في القدر واطبخ الطعام.
أشعب: يتعبني كثرة النظر إلى الطعام قبل نضوجه.. فتولى الرجل الطبخ والنفخ.. حتى جهز الطعام وقد تعب.
فاضجع على الأرض.. وقال: يا أشعب! قم جهز سفرة الطعام
وضع الطعام في الصحن.
أشعب: جسمي ثقيل ولا أنشط لذلك.. فقام الرجل وجهز الطعام ووضعه على السفرة.
ثم قال: يا أشعب! قم شاركني في أكل الطعام..
أشعب: قد استحييت والله من كثرة اعتذاري وها أنا أطيعك الآن.. ثم قام وأكل!!