شهدت قيمة الليرة التركية أمام العملات الأجنبية انخفاضًا مستمرًا خلال الفترة الماضية.
وبحسب موقع “Döviz” المتخصص بأسعار الصرف والعملات النقدية، سجل سعر صرف الدولار الأمريكي اليوم، الخميس 9 من من تشرين الثاني، 28.52 ليرة تركية، بينما سجل اليورو الأوروبي 30.6 ليرة.
يأتي انخفاض قيمة الليرة رغم الإجراءات المتكررة التي أعلن عنها المصرف المركزي التركي بهدف ضبط قيمة الليرة، ووسط تسجيل ارتفاع جديد بأرقام التضخم في البلاد.
الباحث الاقتصادي والأستاذ الجامعي الدكتور مخلص الناظر، قال في منشور له عبر “فيس بوك”، إن خطوات البنك المركزي التركي المتلاحقة فشلت في الدفاع عن العملة التركية، إذ اتخذ البنك عددًا من الإجراءات المختلفة من أجل وقف نزيف الليرة أمام العملات الأجنبية، ولكن يبدو أن هذه السياسات لم تكلل بالنجاح حتى الآن.
وأضاف الناظر أن البنك المركزي كثف جهوده نهاية الأسبوع الماضي لزيادة نسبة الودائع بالليرة في النظام المصرفي، من خلال إطلاق مجموعة جديدة من الإجراءات، إذ تقوم التغييرات الأخيرة بزيادة التكلفة بالنسبة للبنوك التجارية عند فتح حسابات بالعملة الصعبة أو المرتبطة بأسعار صرف العملات الأجنبية، وفقًا للوائح النشر في الجريدة الرسمية.
وأعلن البنك أيضًا أنه يتعين على البنوك تخصيص احتياطيات إضافية بالليرة لحسابات العملات الأجنبية، بهدف تشجيع التحول إلى الادخار بالعملة المحلية.
الدكتور مخلص الناظر اعتبر أن هذا الإجراء يأتي كجزء من سلسلة من التغييرات التنظيمية التي تهدف إلى تشجيع المزيد من الأتراك على ترك الادخار بالعملات الصعبة، ويُتوقع أن يؤدي رفع الاحتياطيات الإلزامية إلى سحب نحو 350 مليار ليرة (8.8 مليار دولار) من السيولة، ما يسهم في دعم قيمة العملة التركية.
ورغم هذه الإجراءات، لم يتوقف نزيف الليرة التركية أمام الدولار الأمريكي، حيث تتجه الآن إلى مستوى الـ29 ليرة، وفق توقعات الناظر.
ووسط زيادة معدلات التضخم، وانخفاض قيمة الليرة، تشهد الأسواق التركية ارتفاعًا في المستوى العام للأسعار، بالإضافة إلى غلاء المحروقات وأجور المواصلات والمنازل.
ويؤثر انخفاض قيمة العملة التركية على المستوى المعيشي للمواطنين الأتراك، والسوريين في تركيا، ومناطق الشمال السوري التي تعتمد الليرة التركية عملة للتداول في الأسواق.
