
مبارك فهد الدويله:

حتى طائر سليمان – عليه السلام – عندما أراد أن ينقل إليه الخبر قال «وَجئْتُكَ منْ سَبَإٍ بنَبَإٍ يَقينٍ»، ولم يقل قرأت أو سمعت أو يقولون! وماذا كان رد سليمان مع أنه يعلم أن الهدهد لا يجرؤ على الكذب عليه «قَالَ سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ م.نَ الْكَاذ.ب.ينَ»، فالتثبت من الأخبار منهج الراقين المنصفين.تذكرت هذا المشهد وأنا أقرأ جملة من الافتراءات وردت في مقال زميلنا بالأمس، حيث دأب ضعيفو الحجة وقليلو الحيلة من خصوم التيار الإسلامي على هذا الأسلوب في مواجهة الآخرين، وكان لصاحب هذه الزاوية النصيب الأوفر من هذه الافتراءات والأباطيل، ولعلكم تذكرون «مليون حمد في جيب مبارك»، والتي قال كاتبها في المحكمة إنها وصلته مطبوعة من مصدر مجهول! ولعل منها ما ذكرته المربية الفاضلة من ادعاء بأنني أخذت مناقصة من «الدفاع» بقيمة مئة وعشرين مليون دينار كويتي، ثم تبين بعد ذلك أنها ثلاثون ألف دينار لتصميم شبرات مخازن في قاعدة علي السالم! وتغريدات المتخفي خلف الكواليس من شراء «الدفاع» لعربات بقيمة 400 مليون يورو (!!) من شركتي، ولما نشر ترخيص الشركة ولم يجد اسمي فيه، قال «رفع اسمه حتى لا يكتشف»! فقط لأن الترخيص باسم شخص آخر لي معه شراكة في شركة أخرى نفطية!
***
بربسة تنموية:
قرار وقف ترسية مشروع المطار الجديد قرار سليم وطبيعي إذا كانت أقل الأسعار تفوق بكثير الميزانية المقدرة للمشروع، وتقوم بعض الشركات المتنافسة – أحياناً – بالتنسيق في ما بينها لرفع السعر بشكل كبير، على أن يوزع الفائز الكيكة على بقية الخاسرين! لذلك، تصرف الوزارة سليم إجرائياً، ولكن الطامة الكبرى أن يقوم مجلس الأمة بالتوصية لنقل تبعية المشروع إلى الديوان الأميري(!).
عاش مجلس بوصوت وعاشت التنمية في ظله!