
الحكومة وراء هبوط مؤشرات السوق المتنفذون يلتهمون صغار المساهمين
تقرير أحمد حسن

تهاوت البورصة الكويتية الى مستويات مخيفة لم تنحدر اليها منذ عام تقريباً بعد أن كسر المؤشر السعرى حاجز 7000 نقطة .
عوامل عديدة كان لها بالغ الأثر في رسم مسار السوق المالي خلال الأيام الماضية بعضها محلي الصنع كالمضاربات العنيفه وتخلي صناع السوق عن دورهم ، والآخر مستورد من دول بها قلاقل أمنيه وعدم استقرار سياسي .
البورصه لم تتمالك نفسها وسط موجة المؤثرات الضاره وتهاوت إلي مستويات مخيفه ، لاسيما لدي صغار المتداولين ، وانتابتهم حاله من الهلع حيال ما ستسفر عنه الأيام المقبلة ، خيشة أن تعود الي سابق عصرها ، خاصة وأن كسر المؤشر السعري حاجز ال 7000 الآف نقطه يعزز هذه المخاوف بدرجة كبيره .
” حماك” رأت ضرورة استقصاء اراء المحللين حول مسببات الهبوط الكبير وتوقعاتهم لقادم الأيام من خلال التقرير التالي : –
المحلل المالي عبد العزيز الرباح يري أن الهبوط الكبير في مؤشرات السوق مؤخراً وراءه ضخ الحكومه أكثر من 5 مليارات دينار في البورصه عبر صناديق ومحافظ ، لكن كبار التجار وهوامير السوق كانوا لها بالمرصاد وتمكنوا من جني أرباح طائلة علي حساب صغار المتداولين ، ما عزز الهبوط وقلص مكاسب أغلب الأسهم التي طالتها عمليات الشراء .
مبينا ان الهبوط كان متوقعا بدرجة كبيرة ، وكانت هناك تحذيرات مسبقة من حدوث ارتداد في المؤشرات خاصة في ظل غياب الهدوء السياسي وعودة التوتر، لكن انخفاض المؤشر السعري وكسرة حاحز ال 7000 الآف نقطة يثير تساؤلات عديده حول الاسباب الحقيقية للتراجع ، لكن يمكن القول ان التأثر النفسي بأسواق المنطقة وحاله اللاسقرار السياسي في المنطقة كان لهما دور فاعل في التراجع .
لافتا إلي ان هناك اجماع عن ان السلوك المضاربي سيد الوقف و كأنه قرار شبه جماعي، لذلك فالتوقعات تشير الي أن تداولات الفترة المقبلة ستشهد نزولا وفقدان نقاط أخرى، ولن تكون هناك عملية ارتداد سريعه تحافظ على مستوياته السعريه
وأوضح الرباح أن من بين مبررات الهبوط عوامل طبيعية ابرزها تضخم مستويات الصعود في بعض الأسهم وترك فجوات سعريه دون أسس صحيحه يبنى عليها الصعود، فضلا عن تراجع دور الحكومه وتوقف خطتها الممنهجه لدعم السوق منذ فتره ، الأمر الذي دفع المؤشرات السعري نحو التراجع ، داعياً الحكومه إلى العوده بخطتها الممنهجه مرة أخرى للحفاظ على مستويات الصعود، مؤكدا على ضرورة عدم إثارة شهية المضاربين واستغلال عمليات الصعود لصالحهم على حساب صغار المتداولين فضلا عن نشر تأكيدات رسميه بتنفيذ مشاريع تنمويه في البلاد الأمر الذي سينعكس بالإيجاب على حركة التداول.
أما عضو مجلس الإدارة في شركة المباني عزام الفليج فيقول ” الهبوط الحاد في مؤشرات البورصه كان متوقعا بعد موجة الأخبار السيئه التي تواترت عليه سواء من الداخل أو الخارج ، لكن المفاجئ أن النزول كان حادا وغير مبرر في بعض الأحيان وربما لأسباب غير معلنة وغير واضحه لكثير المتداولين خاصة وأننا مقبلون علي نهاية النصف الأول وسط توقعات بارتفاع أرباح القطاع المصرفي الذي يمثل دعما قويا للسوق المالي ويشكل صمام أمان من أية إنحدارات متوقعه.
وحذر المستثمرين من الانجرار وراء الشائعات التي قد تؤدي إلى نتائج وخيمه خاصة علي صغار المستثمرين ، داعيا إلى الاستناد إلى البيانات المالية والمشاريع المستقبلية للشركات في عملية شراء الأسهم وعدم الدخول على الأسهم المضاربيه والابتعاد عن سياسة القطيع التي يعتمد عليها نسبه غير قليله من المتعاملين في السوق.
وأشار الفليج إلى أن أداء السوق طيلة الأيام الماضيه كان مضاربيا باستحقاق وسط موجة من التحذيرات من قبل المراقبين، مستدركا بأن الزخم سيعود تدريجيا من جديد بمجرد زوال الهاجس النفسي ولكن ليس بالشكل السابق.
وأعرب عن تفاؤله إزاء السوق، مبررا ذلك بالفوائض المالية العاليه التي تزخر بها الكويت إضافة الى تحسن وضعيه بعض الشركات التي عكستها نتائجها المعلنة في في الربع الأول.
فيما يري المحلل المالي رئيس فريق دريال للتحليل الفني محمد الهاجري أن السوق شهد اندفاعا غير مبرر في الكثير من أيام التداول ، وأغلب المستثمرين كانوا يجنون أرباحا دون معرفة الأسباب الحقيقية وراء ارتفاع بعض الأسهم لشركات متعثرة وضعيفة مر عليها أوقات طويله بلا تحرك أو تداولات ومن الطبيعي أنها تعود إلي الواجهة تدريجيا وليس بالأسعار التي عادت بها مؤخرا ما يعني أن هناك أمرا ما يحدث من قبل محافظ وصناديق تسعي إلي رفع أسعار أسهم بعينها لإيهام صغار المتداولين وجني مكاسب علي أثر ذلك الارتفاع المصطنع .
وأشار الهاجري الى أن كبوة السوق الحاليه قد تكون جرس إنذار للعديد من المستثمرين لتصحيح اختياراتهم إزاء الأسهم التي تستحق الشراء والتداول عليها بقيمة جيدة دون غيرها.
وقال ” كل الأزمات الاقتصادية وخاصة في أسواق الأسهم سببها الانجرار وراء الأرباح الوهمية دون النظر الى حقيقة الشركات المتداول عليها ، مبينا أن منوال تداولات الأمس ارتبط ارتباطا نفسيا مع تداولات الاسبوع الماضي الأمر الذي استغله بعض المضاربين من أجل استمرار الانخفاضات على الأسهم التي لم تستطيع المقاومة عند مستويات الدعم وبالتالي تكون الفرصة مواتية لهؤلاء المضاربين لتجميع أكبر قدر ممكن من الأسهم بمستوياتها السعرية المتدينة والاستفادة منها مستقبلا
وأضاف ” التوقعات تشير إلى مزيد من التراجع الشديد خلال الفترة القادمة، ولن يكون هناك تصحيح للمسار باتجاه الصعود قبل زول الهواجس النفسية .