آراءمحلي

انجوانا تكتب : الذكاء العاطفي بين الرجل والمرأة

بقلم د انجي فراج 

IMG_2866
د . انجي فراج

الذكاء العاطفي بين الرجل والمرأة   (المعصوم والمعصومة مجازا) 

الاختلافات بين الرجل والمرأة  لا تظهر في الغالب  الا بعد الدخول في علاقة حميمية وبعد مجئ الاطفال تزداد الاختلافات التي تتعارض مع التوقعات . فيكون الرجال والنساء عادة غير واعين بان لديهم حاجات عاطفية مختلفة ونتيجة لذلك فانهم لا يعرفون فطريا كيف يدعم بعضهم بعضا فالرجال عادة يعطون في علاقاتهم ما يريده الرجال بينما تعطي النساء ما تريده النساء فكل منهما يفترض خطا ان لدى الأخر نفس الحاجات والرغبات ونتيجة لذلك ينتهي كلاهما الى عدم الرضا والاستياء

لماذا يسئ الرجال فهم النساء !

هناك انواع من الحب يجب على الطرفين ادراكها ، فالنساء تحتاج مثلا  ( الرعاية – التفهم – الاحترام – الاخلاص – لمصداقية

الطمانينة  ) .

بينما يحتاج الرجال (الثقة – التقبل – التقدير –  الاعجاب – الاستحسان – التشجيع ) 

ونجد أن معظم حاجتنا العاطفية المعقدة يمكن تلخيصها في حاجتنا الى الحب  ،  وهي حاجات متدرجة ومرتبطة ببعضها البعض فالرجل تحتل الثقة المرتبة الاولى في اولويات حبه لانها ترتبط بحاجته للحرية وهي سمة غالبة على شخصه وكينونته الذكورية  .

اما المراة فالرعاية تحتل المرتبة الاولى لان الاحتواء والرومانسية من اهم صفاتها التي تحركها وتتحرك لاشباعها والمشكلة الاساسية تكمن ان اولوية الحب عند الرجل تتعارض في مظهرها مع اولوية الحب عند المراة  لان حرية الرجل التي تتطلب من زوجته الثقة العمياء فيه تجعلها تشعر اغلب الوقت انه غير موجود لاحتوائها لانها اكثر تعمقا في التفاصيل التي يمل منها الرجل والتي تجعلها اكثر تساؤلا عن اسباب غيابه عن المنزل والتعرف على كل كبيرة وصغيرة تخصه لان حاجتها للاحتواء تجعل من الحاحها الشبه يومي على الاحتواء اشبه بالسجن الذي تقيد داخله هذا المعصوم مجازا .

اقصى طموحات وحاجات الرجل العاطفية هي التشجيع  لان التشجيع احتياج متجدد يشعر الرجل انه الملك المتوج في حياته الزوجية باستمرار  بينما اقصى طموحات المراة العاطفية  الطمانينة لانه متى فقدت في حياتها الاحساس بالامن والامان فقد انتهت حياتها الزوجية  للابد مع هذا الشخص حتى ان استمرت الزيجة .

التشجيع والطمانينة يتلاقيان في قمة الحب بين الزوجين  ففي قول الله عز وجل (هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ) فاللباس هنا يرمز لان كلا الطرفين اصبح عاري المظهر والجوهر امام الطرف الاخر فالعيوب قبل المزايا اصبحت واضحة وجلية امام الطرف الاخر ومع العشرة تزداد وضوحا  .

فمن اهم اسرار نجاح الزواج هو ان تحتضن الزوجة زوجها فكريا وتشجعه على النجاح والتميز داخل وخارج المنزل وفي المقابل ان يحتضن الزوج زوجته عاطفيا ويطمانها دوما انه مصدر الامن والامان لبيتها واولادها  .

 

هل مازلت تحبني مثل السابق ! ؟ هذا السؤال تساليه لزوجك كم مرة في اليوم –  في الاسبوع –  في الشهر !

هذا السؤال مؤشر خطر انك بدات تدريجيا تفقدين الثقة فيه وفي اعظم ما يملكه لك وهو الحب عليك ان تكوني اكثر ذكاءا ودعي هذا السؤال يتحرك داخلك لا حرج في ذلك فقد يكون بداية انطلاق لتغير عيوبك الزوجية ولكن حذاري ان تظهري بمظهر من يبحث عن الشفقة بين عيون الزوج لانه غالبا لن يستجيب لمشاعر الشفقة التي تحد من حريته وترمي لانك اصبحت لا تثقين فيه ولكنك تستعطفيه كما لو ان الحب من باب الشفقة

الرجل يبحث عن ذكاء الأنثي اينما وجد فالنساء شقائق الرجال  ومقولة ان الرجل يثيره  اولا واخيرا جمال الانثي حتى وان كانت غبية او تدعي الغباء هذا خاطئ الرجل يريد ان يرى في شريكته الذكاء في كل شيئ وعلى قمه هذا الذكاء ——الذكاء العاطفي الذي يجعل منك اميرة متوجة متوهجة مهما مرت السنوات وهاجمتك  رياح الخريف لتقتلع اوراقك فلن تجد بين اوراقك ضعف او وهن تقتلعه فترحل في سلام

 هذا الذكاء العاطفي الذي يجعل من اي انثى ملكة جمال متى استطاعت ان تملك مفاتيح هذا الرجل —– وتذكري انك لست معصومة من الاخطاء مهما كنت مضحية وهو ايضا ليس معصوما من المسؤؤلية مهما كان معطاءا  ومن اكبر الاخطاء النفسية التي نضع فيها انفسنا عندما نرى انفسنا من منظور العصمة المطلقة دوما .

انجوانا   

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى