“الراسخون” تطلق “الحلة” لتعليم النشء القرآن الكريم بأسلوب مبتكر
في إطار الاهتمام بغرس القيم القرآنية وتعزيز الهوية الإسلامية، أطلقت جمعية الراسخون في العلم منصتها الرائدة لمشروع «الحلة» بنسختها الجديدة، الذي يهدف إلى تعليم النشء كتاب الله بأسلوب متقن ومبتكر، وقد جاء هذا المشروع ليؤكد دور القرآن الكريم كدرع حصينة تحمي الأجيال الصاعدة، مستلهمًا اسمه من حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم حين قال: «يجيء صاحب القرآن يوم القيامة فيقول القرآن: يا رب حله فيلبس تاج الكرامة، ثم يقول: يا رب زده فيلبس حلة الكرامة، ثم يقول: يا رب ارض عنه فيرضى عنه، ويقال له: اقرأ وارق، ويزداد بكل آية حسنة».
فمشروع «الحلة» ليس مجرد مشروع تعليمي، بل منظومة متكاملة تجمع بين التعليم المنهجي والتقنيات الحديثة، بفضل منصة إلكترونية فريدة تمكن أولياء الأمور من متابعة تقدم أبنائهم في الحفظ والتجويد؛ ما يعكس رؤية متكاملة نحو الريادة في تعليم القرآن الكريم.
هذا، وقد قال سالم فهد الشويع، نائب رئيس مجلس الإدارة، مدير مشروع الحلة في جمعية الراسخون في العلم: «مشروع الحلة جاء نتيجة إيماننا العميق في جمعية الراسخون في العلم بأن القرآن الكريم الدرع الحصينة لأبنائنا، اسم المشروع مستلهم من حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن حلة الكرامة، ونحن نسعى من خلال هذا المشروع إلى أن يكون لأبنائنا نصيب من الكرامة الربانية عبر حفظ كتاب الله وتعلمه.
وأضاف: في الكويت، نفخر بالتنوع الكبير في المشاريع القرآنية، وبدعم القيادة السياسية المستمر لهذه المبادرات، مبيناً أن هذا التنافس بين الجمعيات القرآنية نعمة عظيمة تستوجب الحمد والشكر، ويركز مشروع الحلة على تعليم الفئات الصغيرة، حيث يؤكد الشويع أن النشء هم ثروة الأوطان، وتعليمهم القرآن الكريم منذ الصغر يعزز لديهم القيم الأخلاقية، ويقوي ملكتهم في اللغة العربية، التي هي لغة القرآن؛ ما يساهم في حل الكثير من المشكلات التعليمية والاجتماعية، مشيراً إلى أن المشروع يضع خططًا منهجية شاملة تتناسب مع جميع الأعمار، ويتيح فرصة تعلم القراءات العشر؛ ما يرسخ مفهوم الإتقان القرآني في نفوس الطلبة منذ نعومة أظفارهم.
وفي إطار تطوير أدوات التعليم، أوضح الشويع أن مشروع «الحلة» يتميز بمنصة إلكترونية متطورة، تمكن أولياء الأمور من متابعة تقدم أبنائهم، حيث يمكنهم معرفة أوقات الحضور، ومتابعة تسميع الدروس، ونتائج الاختبارات، وحتى شهادات الإنجاز، هذه المنصة تعزز التواصل بين المعلم والأسرة وتضمن تحقيق الأهداف التعليمية بأعلى مستويات الكفاءة، وأكد الشويع أهمية اختيار المعلمين وفق أعلى المعايير قائلاً: لا يمكن أن ننتقي أي معلم إلا بعد التأكد من كفاءته في علوم القرآن الكريم والقراءات العشر، فالتعليم هو مهمة الأنبياء، ونحن حريصون على أن يكون المعلمون في مشروع الحلة متخصصين ومؤهلين لنقل رسالة القرآن بأمانة.
وأشار الشويع إلى أهمية تسليط الضوء على القدوات في المجتمع، وخاصة من حفظة القرآن الكريم، قائلاً: مؤخرًا شهدنا اهتمامًا من الأمانة العامة للأوقاف في إبراز حفاظ القرآن الكريم، وهذا توجه نحرص عليه في مشروع الحلة، القدوات من الشباب هم منارة يهتدي بها الجيل الصاعد.
واختتم الشويع حديثه قائلاً: هدفنا أن نكون روادًا في تعليم القرآن الكريم والسُّنة النبوية، وخدمة كتاب الله بأسلوب منهجي متطور يتماشى مع متطلبات العصر، ونؤمن بأن تعليم القرآن هو حجر الزاوية في بناء مجتمع متماسك وأخلاقي، ونعد أبناءنا بمواصلة تطوير هذا المشروع ليكون نموذجًا يحتذى به.
ويعد مشروع «الحلة» في جمعية الراسخون في العلم نموذجًا متفردًا في تعليم القرآن الكريم للنشء، حيث يجمع بين الأصالة القرآنية والتطوير التقني والمنهجي، ليكون بحق الدرع الحصينة لأبناء الكويت.