آراءمحلي

الرشيدي:المعارضة والمشاركة.. والفيزياء الكمية

 ذعار الرشيدي يكتب:ذعار الرشيدي

قبل عام ذكرت في عدة مقالات لي (أكثر من 7 مقالات) أن المعارضة ستعود للمشاركة في انتخابات 2017 وأنها ستجد المبررات والمسوغات السياسية التي بموجبها ستخوض تلك الانتخابات، وأذكر أنه ومنذ أول مقال لي تنبأت بعودة المعارضة وخضوعها للأمر السياسي الواقع واجهت معارضة من عدد من المحللين الذين برروا رفضهم لتوقعي بأن المعارضة التي غامرت بكل شيء سترفض تماما المشاركة وفق قانون انتخاب الصوت الواحد، واليوم يثبت صدق التحليل الذي ذهبت اليه قبل أكثر من عام في ان المعارضة ستعود الى المشاركة وفق الصوت الواحد، بل وكنت قد حددت ان المشاركة لن تستثني أحدا.

طبعا هنا لابد من ان نشير لأمر مهم جدا، ان مقاطعة المعارضة كان لها مبرراتها ومسوغاتها السياسية من وجهة نظر المعارضة، وعدول المعارضة عن المقاطعة وإعلانها المشاركة له مبرراته المنطقية جدا أيضا، ولا يجوز هنا الربط أبدا لا بالمقارنة ولا باللعب على وتر «ضرورة الثبات على المبدأ» للحكم على تغير موقف المعارضة من قانون الانتخاب من المقاطعة إلى المشاركة، قاطعت المعارضة في البداية وكان حقا سياسيا لها سواء اتفقنا معه أم اختلفنا، وعودتها اليوم حق سياسي لها أيضا. ربما يقول البعض من المنتقدين لموقف المعارضة إنه لم يتغير شيء بين يوليو 2013 واليوم وبالتالي لا يجوز للمعارضة التي طعنت في المشاركين وفي وطنيتهم أن تعود اليوم للمشاركة، ولكن الحقيقة ان هناك أشياء كثيرة تغيرت خلال السنوات الثلاث القادمة.

وعامة تغير شيء أم لم يتغير شيء في السنوات الثلاث السابقة، فللمعارضة الحق في إعلان المشاركة وخوض الانتخابات والمنافسة من اجل الوصول.

والمتحدثون عن ضرورة ثبات المعارضة على مبدأ ممن يتهمونها ويتهمون رموزها بأنهم أخلوا بمبدأ «الثبات على المبدأ» ربما لا يعون حقيقة ان السياسة هي فن الممكن وفن اللعب على المتغيرات، فما هو مرفوض سياسيا اليوم من الطبيعي ان يكون مقبولا غدا حتى وان لم تتغير الظروف التي تسببت في رفضه بالأمس، فهذه سياسة وليست فيزياء كمية، أعني أن المتغير فيها أكبر مساحة من الثابت حتى وان بقيت ذات الظروف.

المعارضة اليوم تدخل بكامل ثقلها، وستكون اللاعب الرئيسي في الانتخابات القادمة بل وسيكون رسم مسار نتائج الانتخابات المقبلة رهنا بيدها في ثلاث دوائر على الأقل، وسيصل إلى البرلمان بين 17 و20 نائبا معارضا وذلك وفقا لقياس الجو العام الحالي، خاصة إذا ما استخدمت المعارضة ذات الخطاب السياسي القديم والذي أعتقد أنها لن تستطيع تغييره أو الخروج عليه، فليس أمامها سوى لغة خطابها السابقة، وان كنت أعتقد انه سيكون اكثر اتزانا وعقلانية وهدوءا.

المشكلة الأزلية التي تعاني منها المعارضة انه لا وجود لصف ثان لها، وهذا خطأ استراتيجي تدفع ثمنه المعارضة في كل انتخابات، فذات الأسماء منذ 25 عاما بذات المناطق هي التي تتكرر، وهذا الأمر سيجعلها عاجزة عن أن تكون أغلبية في أي مجلس، وستظل صوتا رافضا اكثر من كونها صوتا معارضا رئيسيا.

على الوجه الآخر الحكوميون والمستقلون «شبه الحكوميين» سيكونون هم الأغلبية في كل مجلس، وهو ما سيكون عليه شكل المجلس المقبل وكل مجلس لاحق له.

طبعا بلا أحزاب حقيقية سيكون البرلمان ذا أغلبية حكومية وشبه حكومية دائما وأبدا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى