آراءمحلي

الرشيدي : الخاسر الأكبر في الشطرنج.. الكويتي

بقلم: ذعار الرشيدي :

ذعار الرشيدي
ذعار الرشيدي
في لعبة الشطرنج تعتبر «البيادق» أو كما نعرفها باللهجة الكويتية «الجنود» هي خط الدفاع الأول، لكن أغلب الخطط الاستراتيجية المستخدمة في الشطرنج يعتمد فيها اللاعبون على جعل حركات البيادق مجرد طعم وإلهاء للاعب الآخر، إما لإجباره على حركة معينة أو فرض أسلوب معين خاصة من الحركات الخمس الأولى وتتأصل فكرة البيادق على التضحية بها في مقابل مكسب أكبر، وخلال السنوات الأربع الماضية ظهر في مشهدنا السياسي مجموعة من البيادق التي تمت التضحية بها بعد أن أدت الغرض المطلوب منها، وأصبح أغلبهم مجرد «كروت محروقة» في ظل تحركات سياسية نشطة محمومة خلال الـ 48 شهرا الماضية، ورغم حضور البيادق السياسية بقوة في المشهد السياسي فأنهم كانوا جزءا من خطة استراتيجية أشمل وما كانوا سوى جزء من الخطة، انتهى دورهم بمجرد انتهاء الخطة الاستراتيجية للاعبين الرئيسيين.
عامة اختفت بيادق وظهرت بيادق أخرى وستختفي مادامت لعبة الشطرنج السياسية الكويتية مستمرة، والطريف في الأمر أن اللاعبين الرئيسيين لا يخسرون مهما كانت نتيجة تلك اللعبة، بل الخاسر الأكبر هو الجمهور الذي يكتفي بالتفرج غالبا والتعليق بـ «تحلطم» احيانا.

في الوضع السياسي الطبيعي ـ المفترض ـ ان الجمهور جزء من اللعبة بل يفترض ان يكون شريكا في اللعبة، ولكنه ليس كذلك، لذا ستستمر خسارته مادام لم يدخل كطرف رئيسي في اللعبة.

تشخيص الحالة السياسية من السهل بمكان ان تستعرضه في أقل من 5 دقائق «حكي»، لا يوجد شيء يصعب على التفسير السياسي هنا، والمشكلة ليست في محاولة التشخيص بل في أن اللاعبين والبيادق والجمهور لا يريدون تغيير شيء، لذا سيستمر الحال على ما هو عليه.. وسيستمر 48 شهرا قادمة.

وسيستمر الحديث السياسي يدور في حلقة مفرغة، ولن يتغير شيء ما لم يصبح الجمهور ـ بوعي ـ جزء من لعبة الشطرنج الدائرة، وهذا لن يتحقق ما لم يمتلك الجمهور الوعي الكافي ليتأهل للعب هذا الدور، فمن دون وعي سياسي سيستمر الجمهور مجرد متفرج لا أكثر، وسيكون ،وكما ذكرت، هو الخاسر الأكبر مهما كانت نتائج اللعبة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى