آراءمحلي

الرشيدي :العلاقات العامة الكويتية الضائعة!

بقلم: ذعار الرشيدي:ذعار الرشيدي
إدارتا الإعلام الأمني والعلاقات العامة التابعتان لوزارة الداخلية هما أكثر إدارتين إعلاميتين تفاعلتا مع الصحف ووسائل الإعلام المختلفة، ولو قمنا بمقارنتهما مع أي من الإدارات الشبيهة في معظم وزارات وهيئات الدولة لوجدنا انهما الأفضل وبمستوى كبير وبفارق شاسع جدا.

****

قبل عام ونصف العام ألقيت محاضرة وبالتعاون مع قسم الإعلام في جامعة الكويت مع د.مناور بيان الراجحي حول طريقة تعاطي الجهات الحكومية مع وسائل الإعلام المختلفة وتحديدا الصحف، وكانت المحاضرة موجهة لموظفي العلاقات العامة في إحدى الوزارات المهمة، وكان الحضور يتجاوز الـ 45 موظفا وموظفة من تلك الجهة، ومع فتح باب النقاش صدمت بأن أيا من موظفي «العلاقات العامة» من الحضور ليس له خبرة في المجال الإعلامي أو في الصحف، بل وليس من بينهم حتى من يحمل شهادة متخصصة في العلاقات العامة بل وقلة يحملون شهادات في الإعلام وأغلبهم لا يمتلك أي خبرة عملية في الصحافة، الأدهى أن أيا منهم لم يكن قادرا على كتابة خبر صحافي صغير او معرفة بكيفية صياغة رد رسمي، ولم يكن من بينهم من يفرق بين المقال والخبر أو بين اللقاء والتحقيق، رغم ان بعضهم ابلغني انه يعمل منذ 15 عاما في مجال العلاقات العامة.

****

وعندما سألتهم عن نوعية او طبيعة الدورات التي تلقوها خلال فترة عملهم ابلغوني أنها إما دورات تنمية بشرية للتطوير «وهي الدورات التي 90% منها لا تسمن ولا تغني»، او دورات حاسب آلي تتناول التقنيات، او دورات مهارات قيادية، إنما أي منهم لم يدخل دورة فن كتابة المقال أو دورة في التحرير الصحافي او أي دورة تتعلق بالمجال الاعلامي رغم ان مثل هذه الدورات الإعلامية الأساسية توفرها جامعة الكويت وبعضها يقدم ضمن برنامج دورات التعليم المستمر وأغلبها بمبالغ رمزية لا تتجاوز الـ 100 دينار، ولكن ما اكتشفته لاحقا بعد المحاضرة ان إدارات العلاقات العامة في معظم الوزارات والهيئات لا يتمتع موظفوها بأي نوع من الخبرة او التحصيل الإعلامي العملي، وان إدارات العلاقات العامة في معظم الوزارات لا تعمل بشكل صحيح.

****

أتذكر أنني كنت مع احد القياديين في وزارة الإعلام وسألته عن دور وزارة الإعلام في تأسيس وتطوير إدارات الإعلام والعلاقات العامة في الوزارات والهيئات الحكومية فقال لي: «ان وزارة الإعلام ترحب بهذا الأمر وسبق أن عرضنا خدماتنا للوزارات والهيئات لتطوير إدارات الإعلام والعلاقات العامة لديها، ولكن للأسف لم تتقدم أي من تلك الجهات لتلقي مثل هذه الخدمة منا».

****

توضيح الواضح: العلاقات العامة بمفهومها العلمي البسيط هي: «حلقة الوصل التعريفية بين الجمهور والمؤسسة»، ووفق هذا التعريف فإن 90% من إدارات وقطاعات العلاقات العامة في المؤسسات الحكومية لا علاقة لها بالعلاقات العامة.

حكماء-1-300x52-300x52-1-300x52-4-300x52-1-1-300x52-1-300x52

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى