آراءمحلي

الرشيدي: «سكة السلامة».. الكويتية

بقلم: ذعار الرشيدي:

ذعار الرشيدي
ذعار الرشيدي
مسرحية «سكة السلامة» للنجم الراحل توفيق الدقن عرضت في العام 1964 لكاتبها الراحل سعد الدين وهبة، وتتحدث رواية المسرحية عن مجموعة من الأشخاص يستقلون حافلة يتوه سائقها عن الطريق ليجد الركاب أنفسهم وسط الصحراء، وشخصيات الرواية تاجر واقطاعي وعضو مجلس شعب وفنانة وسيدة أرستقراطية ومحام ورئيس مجلس ادارة شركة فاسد وصحافي مشهور وأخيرا وكيل اعمال فنانين ويلعب دوره الفنان توفيق الدقن، وتتحدث المسرحية في فحواها عن توبة كل هؤلاء مقرونة باعترافاتهم بخطاياهم عندما وجدوا أنفسهم يكادون يموتون من الظمأ وسط الصحراء وكيف انهم عندما وصلتهم النجدة تراجعوا عن توبتهم وأنكروا اعترافاتهم، وقد أعاد عرض المسرحية وعدل بها بما يتواءم مع الأحداث الحالية بتغيير بسيط في الحوار النجم العبقري محمد صبحي في العام ألفين تحت اسم «سكة السلامة 2000».

****

بين «سكة السلامة 1964» و«سكة السلامة 2000» تشابه الى حد التطابق خاصة في الحوار ولم يتغير سوى الأسماء فبدلا من توفيق الدقن في المسرحية الأصلية لعب محمد صبحي دور وكيل الفنانين وبدلا من سميحة أيوب لعبت سيمون دور الفنانة التافهة والأمر ينسحب على جميع شخصيات الرواية.

****

وسياسيا، لو عدنا لأرشيف الصحف قبل 30 عاما وقارناها بصحف اليوم فسنجد المشكلات الإسكانية والصحية والتعليمية والمرور نفسها مع تغيير طفيف في الأرقام وطبعا تغير في الشخصيات والأسماء عدا ذلك الكويت بمشكلاتها السياسية ومشكلاتها الاقتصادية وكما ذكرت أزمات الإسكان والصحة والتعليم هي ذاتها، وكأننا نعيد اليوم انتاج عرض لما كان موجودا لدينا منذ 30 عاما، لم يتغير شيء سوى الأسماء فقط، المسميات ذاتها والمشكلات ذاتها ولم يتغير سوى الأسماء.

****

وكأننا نعيد اجترار مشكلاتنا، بل ان الأزمة الإسكانية مثلا تضاعفت خمس مرات عما كانت عليه قبل 20 عاما وعاما بعد آخر تتضاعف ككرة ثلج لا تجد من يوقفها، بالمناسبة الوعود الحكومية هي ذات الوعود والمطالبات البرلمانية هي ذاتها وأولويات الشعب هي نفسها، لم يتغير شيء، وسبب هذا كله ليست التجاذبات السياسية ولا الصراعات بل المشكلة كانت وستظل في تفكير الشعب في كل انتخابات، ومتى ما تغير تفكير الشعب خاصة في اختياراته الديموقراطية فسنظل نعيش ذات الأزمات مرة اخرى ولسنوات قادمة.

****

ليس كل شيء أسود طبعا، فربما وللمرة الأولى نشهد قيام مشاريع عملاقة رأي العين واعني توسعات الطرقات والجسور الجديدة والتي سيتم افتتاحها في موعد أقصاه عامان من الآن خاصة أنها مشاريع ينوي مقاولوها تسليمها قبل موعدها دون تأخير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى