
بقلم: ذعار الرشيدي:
لا أستطيع أن أعدد نجوم وسائل التواصل الكويتيين فهم كثر، ولا يسعني طرحهم بالاسم، ولكنني سأستعرض بعضا منهم، على سبيل المثال لا الحصر شعيب راشد ومشاري بويابس ومحمد الحسيني (الباحث في تاريخ الأنساب) وبيبي العبدالمحسن، وغيرهم ممن ذكرهم شاب اماراتي عندما سألته عن سبب زيارته السياحية للكويت، وما الذي دفعه للمجيء الى الكويت وهو ابن بلد تعتبر السياحة فيها جزءا مهما من اقتصادها، بل صناعة أتقنها بلده كما لم يتقنها بلد عربي آخر.
نعم، في الحقيقة ان نجوم التواصل الاجتماعي لهم دور كبير- وان كان بغير قصد منهم- في الاعلان عن الكويت سياحيا، فسناباتهم ومقاطع الفيديو في انستغراماتهم بمتابعيهم الذين تتراوح أعدادهم بين بضعة آلاف ونصف مليون كانت اعلانا غير مباشر لعرض أماكن سياحية وترفيهية في الكويت، وكما ذكرت جاء هذا الفعل بغير قصد غالبا من نجوم الانستغرام.
***
وخلال زيارتي للامارات الاخيرة لتلقي العلاج في احد مستشفياتها التقيت بأكثر من شخص اماراتي وسألتهم السؤال ذاته، وأجمعوا على ان أفضل دعاية تدفعهم للسياحة في الكويت والقدوم لها واتخاذها وجهة سياحية هي ما يشاهدونه من عروض يقدمها نجوم وسائل التواصل الكويتيون سواء في تصوير أماكن تراثية او فعاليات او أسواق او مطاعم، وأغلبهم يذهب ليزور تلك الأماكن التي روج لها عبر فيديواتهم أولئك النجوم الكويتيون.
ومن خلال متابعتي لنشاط قطاع السياحة فلا يزال يعمل داخل الصندوق «اعلاميا»، حيث يستخدم التقنية الإعلامية القديمة، وهي طريقة يجب الخروج منها، فمن الأساليب التي يتبعها مثلا مشاركته في المؤتمرات السياحية الإقليمية والدولية للترويج عن الكويت كجهة سياحية، ولكن للاسف حتى تروج عن بلدك سياحيا عليك ان تمنحه هوية سياحية خاصة به تثبتها وتصدرها للشرائح المستهدفة، وهو امر لم يحدث بعد رغم ان الهوية الأفضل للكويت هي انها واحدة من أفضل الجهات للراغبين في السياحة العائلية، ويجب علينا تصديرها بموجب هذا التعريف.
***
الامر الأهم هنا ان الاستثمار في قطاع السياحة فقير جدا، فالحكومة لا تشجع لا القطاع العام ولا الخاص ولا حتى المستثمر من الخارج للاستثمار بهذا القطاع الحيوي في اي بلد، رغم انه وخلال العامين الماضيين بدأت الكويت تكون وجهة خليجية جاذبة للسعوديين بالدرجة الاولى والإماراتيين في الدرجة الثانية ولكن مفهوم السياحة هو ان تبحث عن سائح يكرر زياراته ولا تبحث عن سائح المرة الواحدة.
***
الاعلام هو ذراع الصناعة السياحية الابرز، وقطاع السياحة يجب عليه ان يعرف كيف يحرك هذه الذراع باتجاه جذب السياح، وإعداد خطة إعلامية حقيقية لهذا الغرض، اما المشاركة في المعارض والمؤتمرات فلن تؤدي سوى إلى تسجيل الحضور.