آراءدوليمحلي

الرشيدي: مجتمع «يهايط» سياسياً

بقلم: ذعار الرشيدي:

ذعار الرشيدي
ذعار الرشيدي
المجتمعات العربية مهووسة بل مسكونة بالسياسة، ولا أبالغ إن قلت إن كل مواطن عربي «عليه عفريت اسمه….سياسة»، ففي الاجتماعات الخاصة أو العامة لا يتورع الشخص عن تناول الأحداث السياسية بالرأي والتحليل بل واستشراف المستقبل، وهو الذي لو سألته عن المكونات السياسية في تلك الدولة التي يتناولها بالتحليل لفتح فمه بحجم مغارة جعيتا دون أن يرد عليك، ومع هذا حتى وان صدمه سؤالك فسيتجاوزه بلمحة عين ومن ثم يغلق فمه بذات السرعة التي فتحه بها ويكمل تحليله السياسي المستقى غالبا من (تويتر) أو من موجز نشرات الأخبار وليس تفصيلها.

***

في الدواوين ووسائل التواصل الاجتماعي وفي مقرات العمل والمقاهي لا حديث يعلو فوق حديث السياسة، ويحللون لك النتائج المحتملة للانتخابات الأميركية المقبلة ويعلقون رأس دونالد ترامب من أذنيه على شجرة النقد المستمر ولا تستغرب أبدا إذا ما وضع احدهم أمامك خطته وفق رؤيته لإسقاط دونالد ترامب، وكذلك بوكو حرام وما يحدث في افريقيا يعرفونه، وعن طالبان والقاعدة وداعش يفتحون صناديق الحديث ويبلغونك بأسرار لا وجود لها إلا في محيط دائرة حديثهم الخالي من الأدلة واليتيم من المنطق.

بل يفاجئونك بما لا تتوقع عندما يرسم احدهم أمامك خارطة الخطة العسكرية الاستراتيجية لضرب سورية.

المواطن العربي مهووس بتناول السياسة اكثر من هوسه بكرة القدم، مسكون بها، متعلق بسياسة بلده ويتناولها صباحا ثم يتناول أحداث الدول العربية ظهرا ليختم يومه بوجبة دسمة عن السياسة العالمية.

يذهب بتحليلاته وتعليقاته السياسية ويدخل في مناظرات مع أصدقائه في المقهى حول ما يؤمن به من نظرة سياسية، رغم انه لا يتحدث عن نظافة الشارع الذي يقع فيه منزله، ولا يعرف ان من حقه كمواطن وفق عقود النظافة ان تقوم الشركة التي حازت مناقصة تنظيف منطقته انه يجب على عمالها غسل حاوية القمامة التي أمام منزله بشكل دوري وهو الذي كشفه الزميل غنيم الزعبي في زاويته في «الأنباء» قبل 4 أعوام، وكان ما أثاره الزعبي في مقالته تلك بمنزلة مفاجأة لنا جميعا، فنحن نعرف توازنات القوى السياسية في بوكو حرام وسورية والعراق ولا نعرف ان لنا حقا لا يقع سوى على بعد 3 أمتار عن عتبات منازلنا.

***

توضيح الواضح: شكر خاص لمدير إدارة العلاقات العامة مدير إدارة التوجيه المعنوي في وزارة الداخلية الزميل العميد عادل الحشاش على سرعة تجاوبه مع الإعلاميين والجهات الإعلامية المختلفة، وأتمنى ان يتم تعيينه وبشكل رسمي الناطق الرسمي لوزارة الداخلية وأن يخصص له موقع خاص لعقد مؤتمر يواكب الأحداث أو شبه يومي للحديث عن المستجدات الأمنية، فهو الأقدر على هذه المهمة التي لا تليق سوى بالمحترفين.

worldwise

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى