آراءدولي

الرشيدي: نهاية “داعش”

ذعار الرشيدي
ذعار الرشيدي

ذعار الرشيدي:

من واقع قراءة كل التحليلات السياسية المعتدلة غير المصطفة او المؤدلجة، فإن الواقع الذي بين أيدينا يقول ان «داعش» مجرد حركة «مرحلية» ستؤدي غرضا ما في تغيير موازين القوى في المنطقة لهدف أبعد مما هو منظور اليوم.

أولا «داعش» لا يمكن القول إنها حركة مجهولة النشأة أو ظهرت فجأة كما يذهب الى ذلك بعض المحللين، إذ إن «داعش» ولدت بعد العام 2003 باسم آخر وتكتلات أخرى وكانت نشأتها الأولى من تحت عباءة القاعدة، وظهرت بقوة وبأسماء مختلفة بين عامي 2003 و2007 الأعوام الأكثر دموية في العراق، وكانت تأخذ شكل المقاومة الإسلامية المحتل الأميركي عدوها الأول كما تعلن في كثير من عملياتها الانتحارية ضده، ما بعد العام 2007 خفت نجم دولة العراق الإسلامية وعادت مجاميعها خلايا نائمة بعد أن تم تجفيف مصادر تمويلها.

بعد العام 2011 ومع انطلاق الثورة السورية التي تحولت لاحقا إلى صراع مسلح بين طرفين ثم تحولت الى صراعات مسلحة بين أربعة أطراف بدأت حركة داعش تظهر وبقوة كلاعب رئيسي في الصراع المسلح في سورية، والسبب أن التبرعات من دول الخليج كانت تصب في ثلاثة مشارب، الأول الجيش الحر والذي أخذ وعودا بمئات الملايين ولم يصله منها شيء باعتراف رياض الأسعد وبقي الجيش الحر مجرد وجه في الصراع دون تمويل مالي، فلم يحصل الا على دعم سياسي فقط ودعم إعلامي ولكن دون دعم مالي يمكن أن يؤهله لأن يكمل الطريق نحو أهدافه، ظهرت بعده «النصرة» الوكيل الوحيد والحصري لتنظيم القاعدة بحمله شعار محاربة الشيعة وإعلاء راية التوحيد، لتأتي داعش صاحبة النصيب الأكبر في التبرعات المالية الفردية القادمة من الخليج، لتصبح وبفضل كل تلك التبرعات أغنى تنظيم مسلح غير نظامي في العالم، برأس مال متوقع يفوق الملياري دولار أميركي حتى إن «الإندبندت» كتبت: «لقد وصلت داعش إلى حد الاكتفاء المالي وأصبحت تمول نفسها بنفسها بفضل الثروة التي تمتلكها لتصبح أغنى تنظيم إرهابي في العالم».

****

توضيح والواضح: بالطبع هنا، لابد أن نكون على يقين أن داعش ومهما حبك حولها من أساطير عن نشأتها وتبعيتها وأهدافها هي مجرد حركة مرحلية لتأدية غرض وتنتهي كما بدأت.

المصدر: الأنباء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى