آراءدولي

الرنتيسي: المهلة الأخيرة لقطر

أسامة الرنتيسي
أسامة الرنتيسي

أسامة الرنتيسي – العرب اليوم:

لن يأتي موعد الانذار الاخير مطلع ايلول المقبل الا وتكون قطر قد عدلت نهجها، وجلست جيدا حول الطاولة الخليجية، من دون أصابع خفية تلعب من تحت الطاولة، هكذا يرى مفكر خليجي، ليس بقطري ولا سعودي، لكنه كتب اكثر من مرة عن “ديمقراطية قطر غير المفهومة”.

قطر، حالة لا تستطيع ان تفهمها سياسيا، فهي اول من فتح علاقات دبلوماسية مع الكيان الصهيوني، ولا تزال صور اميرها السابق ورئيس وزرائه مع بيريز وليفني في تل ابيب والدوحة، يتم تداولها بكثرة في موقع اليوتيوب، وفي الوقت ذاته احتضنت قطر فصائل المقاومة الاسلامية من حزب الله الى حركة حماس وما بينهما قيادات جماعة الاخوان المسلمين.

مشروع قطر السياسي الذي تعبر عنه قناة الجزيرة، ووسائل الاعلام الاخرى التابعة لها، صحف دولية، ومواقع الكترونية، يثير غضبا شديدا لدى منظومة دول الخليج الاخرى، خاصة السعودية والامارات والبحرين، وبدرجة اقل الكويت، وبحياد معروف من سلطنة عمان، لهذا رفعت دول بوزن السعودية والامارات اكثر من كرت احمر في وجه قطر، وطالبتها بتصويب خطها السياسي والاعلامي، ولم تعد حجة ان لا علاقة لقطر بخط الجزيرة تمر على احد.

في المعلومات، ان قطر بدأت تتراجع بوضوح عن نهجها السابق، وتعمل على تنفيذ اتفاق الرياض في المهلة المتبقية لها قبل ايلول المقبل، بدأت بوقف سياسة تجنيس الخليجيين، وأعادت ترتيب العلاقة مع قيادات الاخوان المسلمين الموجودين في الدوحة، وعلى ذمة صحافي مصري قريب من قطر والاخوان، ان الامير تميم امهلهم شهرا واحدا لمغادرة قطر، بعد أن استدعى ثلاثة من قيادات الاخوان بحضور وزيري الداخلية والخارجية ومدير المخابرات القطريين وبمنتهي الحسم ابلغهم بالقرارات الآتية:

١ – على جميع قيادات الاخوان واسرهم الموجودين بقطر تدبير امورهم لمغادرة الأراضي القطرية خلال شهر على الأكثر من يوم ١١ أغسطس (آب) الحالي.

٢- سيتم غلق قناة الجزيرة (مباشر مصر) خلال شهرين على الاكثر، وسيتم صرف ١٠٠ الف دولار مكافأة نهاية خدمة للعاملين المصريين من مذيعين وفنيين، كما سيغادرون هم ايضا الاراضي القطرية وغير مسموح لهم بالعمل في اية قناة قطرية.

3- تسهيل سفر قيادات الاخوان وحصولهم على حق اللجوء السياسي للدول التي تقبل منحهم حق اللجوء السياسي مع تذاكر السفر وشحن امتعتهم وأغراضهم لها.

4 – حل جميع الشركات التجارية في قطر التي يساهم بها الاخوان مع تعويضهم التعويض المناسب.

التراجع القطري ظهر ايضا في وقف الدعم لفصائل سورية مسلحة، لكن تبقى الهجمة القطرية عبر وسائل اعلامها على مصر ورئيسها عبدالفتاح السيسي، نقطة خلاف كبيرة بين الدوحة والعواصم الخليجية الاخرى، وبتقديرات المراقبين، لم تتراجع الدوحة في خطها المعادي لمصر، بل تمارس سياسة عدوانية في الموضوع المصري، وبتقويمات الاعلاميين المحايدين ليس فيها بُعد مهني على الاطلاق، بل انحياز أعمى لخط الاخوان المسلمين.

مهما بلغت التراجعات القطرية، فانها لن تصل الى اعادة السفراء الى الدوحة من قبل السعودية والامارات والبحرين، ولن تصل الى اعلان انتهاء الخلاف الخليجي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى