يعقوب عبدالعزيز الصانع يكتب:
يصف لنا د. عزيز العظمة الدعوات الإحيائية للإسلام السياسي بمختلف أسسه الميثولوجية التي ترتطم بها الذات المستمرة الموهومة بالآخر في الخيال، ولكنها ترتطم بالواقع في الحقيقة، فهي ترتجي من الأمة أن تكون مستوية حتى تحافظ على وحدتها النوعية المزعومة، وحتى تؤمن لبعض أصحاب القول الإسلامي الإيهام بالاتساق مع الواقع..!
كما حدد ناثان براون في كتابه «المشاركة لا المغالبة» التغير التنظيمي في الحركات الإسلامية، فهي تتطور أيديولوجياً كاستجابة للضغوط السياسية، ولكن أيديولوجيتها ليست «طيّعة» إلى ما لا نهاية، فهي تبقي معظم التزاماتها بإزاء مثل هذه المواقف في إطار عمومي محتفظ بخطوط رجعة أيديولوجية، وخطابية وحتى برامجية..!
إن شعارات حدس كالحقوق والحريات والحفاظ على المكتسبات الدستورية وطبيعة دورها في الحراك والمعارضة وتأييدها للنظام الديموقراطي وتضحيات من أطلقت عليهم: «سجناء الرأي السياسي والمسار الإصلاحي» بسبب مرسوم الضرورة للصوت الواحد، هو ربما ما عبّر عنه ناثان براون باللهو والالتزام التي قالت عنه حدس «تضحيات شباب الحراك»، ولكنها ترغب في فتح مسارات للخروج من حالة الجمود السياسي في البلاد..!
وحتى نفهم لماذا حدس تأخذ كل هذا الحيّز من المتابعة الشغوفة لعودتها في المشاركة أولاً كمكون سياسي في المعارضة التي كتبنا عنها أنها أصبحت معارضة لجناح أحمد السعدون وجناح مسلم البراك وبعض من مكونات العمل الحركي كالتيار التقدمي والمنبر وبعض من ظهر صيته بسبب النزول إلى الشارع أبقت حدس على منظومتها كجمعية عامة تمتلك قيادة الشارع والمناورة مع نقيضها كالليبراليين وليس لديها انشقاقات رغم تباين مواقف بعض كتابها في الصحف، وأيضاً قفز بيان حدس عن دورها في الربيع العربي وعلاقتها بالتنظيم الدولي، وكأنما لم يكن شيء مرتبطاً بسلوك عناصرها في الداخل، وعن توقيت إعلان حدس هو الارتهان لما تبقى من عمر مجلس الأمة الحالي لعل وعسى تشارك في تمثيلها في أي تعديل وزاري، كما أنها الأقرب لأي تيار إسلامي كحليفها في اتحاد الجامعة أي التجمع السلفي!
أخيراً، إن اعلان حدس المشاركة ليس إلا نوعاً من مظاهر نظرية المركز والمحيط، فهي بذلك قد اقتربت من مقاعد شبه محسومة في الدوائر الثلاث الأولى، بل لا يملك أي تنظيم سياسي في المعارضة أو المشاركة كما يسمى سابقاً التيار الوطني الذي بات تنظيمياً لأشخاص لا رابط بينهم سوى السلوك الانتخابي والسياسي، وشكراً..!
