آراءدولي

السبتي: لن نهزم إسرائيل بالأناشيد

محمد صالح السبتي
محمد صالح السبتي

محمد صالح السبتي – الوطن:

– من القطعي المؤكد اننا كلنا مع الشعب الفلسطيني وقضيته ومظلمته وكلنا بلا شك ضد الاحتلال الاسرائيلي.. كنا وما زلنا ولم نزل.. لكن هذا الـ«مع « والـ«ضد» لا يعني ابدا ان نكون سفهاء او مجرد ابواق تردد اشعار الحماسة واغاني الحرب لننتصر بعدها ونهزم اسرائيل لمجرد اننا غاضبون او نجيد كتابة الشعر ضدها وترديد الاغاني!.

– الفريق رعد الحمداني الذي شارك مع الجيش العراقي في حرب تشرين ضد اسرائيل.. عندما سئل في قناة روسيا اليوم عن سبب هزيمة الجيوش العربية في حروبها مع اسرائيل قال: المشكلة ليست في السلاح فالعرب يملكون ذات القوة السلاحية التي يملكها العدو.. المشكلة في اعداد الجندي الاسرائيلي.. اعداد هؤلاء الجنود يفوق اعداد الجنود العرب مئات المرات!!.

– في مذكراته ذكر شمس بدران وزير الحربية المصري الأسبق ان الحروب التي خاضتها مصر ضد اسرائيل كانت بقرار منفرد من عبدالناصر رحمه الله ولم تكن مصر مستعدة لأي حرب منها وكان قرارها بهدف الكسب الاعلامي الشخصي لعبدالناصر على الرغم من معارضة كل من حوله وذلك بسبب ما اسماه «العظمة» التي اصابت عبدالناصر!.

– السادات رحمه الله وعى هذه الحقيقة تماما حينما اتخذ قرار السلام وواجه الشعوب العربية وجنب بلاده الدخول في حرب غير متكافئة لن تكون نتيجتها الا الخراب عليه وعلى وطنه.. اما الشعوب فلما زالت تعيش الوهم الذي يسيطر عليها بحجة ان اسرائيل محتلة متغطرسة تمارس الارهاب ضد شعبنا الفلسطيني.. ومع تسليمنا بكل هذا الا انه يغيب عن تلك الشعوب حقيقة القوة الاسرائيلية وعدم استعدادنا نحن العرب لأي مواجهة!.

– هذا الكلام الذي نقوله هنا يوصم عند كثير من شعوبنا على انه انهزامية ووقوف بالصف الاسرائيلي المغتصب ضد الضحية! وقد قال مثل هذا الكلام بعض اصحاب الرسول الكريم عندما وقع صلح الحديبية على شروط كفار قريش وهو الرسول المؤيد من ربه ونذيره للعالم!.

– ولو كانت شعوبنا ممن حضر صلح الحديبية ما أظنهم الا انهم قد نزعوا يد الطاعة ووصفوا الصلح بالانكسار والتسليم لقريش والانهزامية لان الصلح وقع على تلك الشروط!.

– الحرب قبل ان تكون مجرد قرار يتخذه من لا يعي عواقبه هي مسؤولية نعي ما وراءها وما هي قدراتنا على خوضها!.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى