آراءدولي

السريع: إعمار “إعلامي” لغزة!

حمد السريع
حمد السريع

حمد السريع:

بعد ان دمرت اسرائيل ما دمرته في غزة وبعد ان توقفت آلة الحرب الاسرائيلية تحركت الولايات المتحدة لاعادة اعمار ما تم تدميره من مبان ومدارس، ليس حبا في الشعب الفلسطيني بل لاظهار مدى رعايتها للسلام والانسانية، فأوعزت الى الامم المتحدة بعقد مؤتمر للمانحين لاعادة الاعمار وكما هي العادة فإن دول الخليج ملزمة بتقديم الجزء الاكبر من تلك الهبات والعطايا من اموال شعوبها رغم انخفاض اسعار النفط وانخفاض الميزانية العامة.

الامم المتحدة حددت 5.4 مليارات دولار وقد حصلت حتى الآن على 2.4 مليار دولار، كما تحركت بعض الدول الاوروبية للضغط على اسرائيل للاعتراف بالدولة الفلسطينية، واستدعت الوفود الفلسطينية وناقشت معها رؤيتها بشأن الاعتراف، وكانت المشكلة الابرز هي مطالب الاوروبيين بتوحيد الضفة وغزة تحت سلطة واحدة لتكوين كيان واحد يستطيعون الاعتراف به وهذا حلم بعيد المنال بسبب تباعد الافكار بين القيادتين الفلسطينيتين في كل قطاع. 

الدول المانحة دفعت مليارين ومائتي مليون دولار لاعادة اعمار غزة ليصدر ذلك التصريح الخطير من الرئيس ابومازن رئيس السلطة في الضفة الذي يوجه فيه الاتهام الى قياديي منظمة حماس باستمرارهم في محاولة تهريب الاسلحة لمحاربة اسرائيل.

اذن، معاناة الشعب الفلسطيني في غزة ستستمر وآلة الحرب الاسرائيلية لن تتوقف عن التدمير متى ما أطلقت صواريخ القسام عليها.

الامر الآخر، كيف سيتم اعادة اعمار غزة في ظل حصار خانق من الكيان الاسرائيلي بعدم السماح بدخول اي معدات او اجهزة الا عن طريقها وحصول اسرائيل على نسبة مالية من تلك المعدات والاجهزة لترتفع التكلفة المالية ضعف المقرر لها؟

اعادة الاعمار وبناء ما دمرته الآلة العسكرية الاسرائيلية يأتي بأموال خليجية واوروبية، ولكن من يضمن عدم تكرار تدمير ما تم بناؤه نتيجة تصرفات غبية من اي طرف لنعاود الدفع مرة اخرى؟

المصدر: الأنباء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى