حمد السريع:
ما إن يجتمع الكويتيون في أي مكان سواء ديوانية أو قهوة أو في البر أو الشاليه ويدور الحديث حول الشأن الكويتي العام فانه يتذكرون الماضي ويتفاخرون به في كل المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية والرياضية والفنية والثقافية وتجاوزنا غالبية الدول العربية في مجالات عدة.
غالبية المواطنين ممن تجاوزوا الاربعين عاما يتحسرون على تلك الأيام ويتمنون عودتها وهذا الأمر محال فالتاريخ يكسبك المعلومة ولا يعيد نفسه وعليك الاستفادة منه وتطوير قدراتك للأفضل.
منذ تحرير الكويت من الغزو العراقي بدأت مرحلة جديدة في تاريخ الكويت فدخلت الثقافة الغربية في عاداتنا واخلاقنا واصبح الطفل او الشاب الكويتي لا يستفيد من خبرات والديه او ممن سبقوه بقدر استفادته من المعلومات الموجودة في اجهزة الحاسوب الآلي والإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي المرتبطة بأجهزة الهاتف الذكي.
حتى بات الشاب او الشابة لا يحتاج لوالده أو والدته لتعليمه بل أخذ يقارعهما بما لديه من معلومات وكأن سنوات العمر لا تشفع لهم ولكنه نسي أمرا مهما ان الأخلاق والعادات لا يمكن اكتسابها من تلك الأجهزة.
في السابق كان الغالبية منا يتسابقون للذهاب مع الوالد الى الديوان أو الرحلات البرية أو البحرية للتعلم والاستفادة رغم القسوة الشديدة التي يستخدمها الاباء في بعض الأحيان ولكن اليوم الكثير من الأبناء لا يرغب في مرافقة والده لاعتقاده انه يملك المعلومات التي تفوق ما لدى أصدقاء والده ونسي ان الاحترام والعادات اهم من تلك المعلومات التي يحصل عليها من أجهزة الحاسب الآلي.
اكتساب الخبرات من العادات والتقاليد وقسوة الوالد هي من زرع الهمة وروح المنافسة والتحدي في نفوس الأبناء نتمنى عودتها.
