مع تقطع السبل بآلاف الدبلوماسيين الأجانب وموظفي الإغاثة والطلاب وعائلاتهم، سابقت دول العالم الزمن لإجلاء الآلاف من رعاياها من الخرطوم وضاعفت عمليات إغلاق السفارات وإخلاء البعثات في عمليات معقدة أثارت مخاوف السودانيين من أن الساعات المقبلة ستشهد مواجهات دامية بين الجيش وقوات الدعم السريع. ضاعف تسابق دول العالم على إجلاء رعاياها ودبلوماسييها وإغلاق سفاراتها في الخرطوم، المخاوف من دخول الصراع الدامي المستمر منذ 10 أيام بين قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان وزعيم قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، مرحلة أكثر حدة مع خطر تمدده إلى المنطقة كلها. وفي غياب أي أفق لإنهاء الحرب، التي أدت في 10 أيام إلى مقتل 420 شخصاً وإصابة نحو 4 آلاف، تمكنت عواصم غربية وإقليمية من فتح مسارات آمنة لإخراج رعاياها بضمان البرهان وحميدتي، ومساعدة فاعلة من السعودية، ومشاركة واسعة من قوات خاصة غربية. وفي أقوى تحذير، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أمس أن أعمال العنف المتواصلة في السودان بين الطرفين المتحاربين قد «تمتد إلى كامل المنطقة وأبعد منها»، مبيناً أن الوضع يستمر في التدهور بقتل مئات الأشخاص وجرح الآلاف. وقال غوتيريش، الذي أذن بالنقل المؤقت داخل السودان وخارجه لبعض موظفي الأمم المتحدة وأسرهم، «علينا جميعاً أن نبذل كل ما في وسعنا لإبعاد السودان عن حافة الهاوية»، مجدداً الدعوة إلى وقف إطلاق النار. وقبله، حذر البيت الأبيض أمس من أن العنف في السودان بازدياد والوضع اليوم أخطر مما كان عليه بالأمس، مشيراً إلى أنه يعد قطعاً بحرية للمساعدة في حال رغب الأميركيون في المغادرة. وأوضح البيت الأبيض أنه يراقب بالمسيرات قافلة تقودها الأمم المتحدة إلى بورتسودان تضم أميركيين، داعياً غير الراغبين في المغادرة إلى الاحتماء بأماكن آمنة وتفادي الخروج إلى الشوارع. وقال «لدينا أصول عسكرية في المنطقة لكن الوقت ليس مناسباً لإجراء عملية إجلاء واسعة»، مضيفاً: «نحن على اتصال مباشر وحثيث مع القادة العسكريين في السودان على جميع المستويات منذ اندلاع المعارك ونعمل عن كثب مع الفصائل المتحاربة لحثها على الالتزام بوقف إطلاق النار». وكتب السفير النرويجي أندريه ستيانسن «أنا خائف على مستقبل السودانيين»، مضيفاً «الآن، الأسلحة والمصالح الشخصية هي أكبر أهمية من القيم والكلمات. كل السيناريوهات سيئة». وحذرت وزيرة خارجية سلوفينيا من أن النزاع في السودان وصل إلى أبعاد إقليمية، داعية البرهان وحميدتي إلى وقف التصعيد، والأطراف الدولية لاستخدام نفوذها لإيصال المساعدات الإنسانية والتنسيق بشكل أفضل لوقف الحرب ودعم المدنيين لتلافي اتساع رقعة الحرب. وبينما دعا الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الفرقاء إلى التعامل بإيجابية وتجنيب السودان نتائج كارثية، ناشد رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد طرفي النزاع وقف إطلاق النار والاستفادة من تجربة إثيوبيا.
With Product You Purchase
Subscribe to our mailing list to get the new updates!
Lorem ipsum dolor sit amet, consectetur.
مقالات ذات صلة
الكويت تدين جريمة احراق مستشفى كمال عدوان في غزة
28 ديسمبر، 2024
شاهد أيضاً
إغلاق