آراءمحلي

العبدلي : مشاري ومشاري

بقلم / ناصر العبدلي36045200px
الأجواء السياسية السائدة حاليا تدفع المرء في بعض الأحيان إلى إستعادة التطورات التي مرت بها التجربة البرلمانية منذ إنتخاب أول مجلس أمة بعد تحرير البلاد حتى إنتخاب مجلس الأمة الحالي، وكيف تحولت حالة التفاؤل في حينها بمستقبل أفضل إلى حالة من الإحباط في هذه الأيام تلقي بظلالها الكئيبة على كل شئ.في مجلس 92 مثل الدائرة الانتخابية السادسة (الفيحاء والنزهة) مرشحين هما مشاري العنجري ومشاري العصيمي، ويمكن من خلال مراجعة دورهما في ذلك المجلس والمجالس اللاحقة قبل أن يؤثر أحدهما الإبتعاد طوعا، وتشن معركة على الآخر من أجل إبعاده  معرفة كيف يمكن أن يكون للأشخاص دورا مهما في تطوير الحياة البرلمانية من خلال إستحضار النموذج المثالي للنائب.جزء كبير من “سوداوية” المشهد الحالي تعود إلى الشخوص وأدوار بعضهم خارج البرلمان وأولئك الذين داخله لكنهم فعليا إنعكاس لمن يمسكون بخيط اللعبة خارجه، ويمكن أن نكون أكثر تحديدا عندما نقول أن مجلس 99 هو بداية “تدهور” التجربة البرلمانية في البلاد حتى أننا لمسنا نتائج ذلك التدهور في برلمان 2012 المنتخب وفقا للأصوات الأربعة أو مايسمى المبطل الأول. المجالس التي لحقت مجلس 99 تحولت فعليا إلى ساحة صراع بين الطامحين من أبناء الأسرة الحاكمة وخلال ذلك الصراع غيب عن تلك المجال الصوت الشعبي الحقيقي رغم حصول عدد لابأس به من رموز ذلك الصوت مثل ” المشاريين ” وسامي المنيس وعبدالله النيباري ود. أحمد الربعي وعدنان عبدالصمد وأحمد لاري وغيرهم على مقاعد، لكن الساحة لم تعد كما كان ينبغي بها أن تكون موقعا لطرح طموحات المواطنين وهمومهم.الفرقاء في الأسرة الحاكمة للأسف زجوا بأبواقهم القبلية والطائفية والمناطقية إلى قاعة البرلمان للحصول على مواقع متقدمة في لعبة السلطة دون أن يفهموا خطورة تداعيات مثل تلك الخطوة على إستقرار البلاد وكانت النتائج مأساوية بما تحمله تلك المفردة من مضامين، فقدت تحولت تلك الأبواق إلىى أثر جانبي يرهق الجسم الوطني بترهاته.نحن بأمس الحاجة هذه الأيام إلى مثل تلك النماذج الوطنية لإعادة ترميم العلاقات البرلمانية من جديد، وبث روح التفاؤل في تلك المؤسسة العريقة التي عانت الكثير بسبب جرها إلى  معارك ليس لها علاقة بها من قريب أو من بعيد، فيكفي كل تلك السنوات التي ضاعت هدرا دون أن يستفيد منها المواطن، فهل يتحقق لنا مانريد؟!.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى