آراءخبر عاجلمحلي

الشاهين يكتب : عيد الطلبة

بقلم  أسامة الشاهين

423970_37382_Org__-__RT728x0-_OS236x296-_RD236x296-
أسامة الشاهين

في مثل هذه الأيام – 26 إلى 31 ديسمبر من عام 1964 – عقد طلاب وطالبات الكويت مؤتمرهم التأسيسي، فأشهروا «الاتحاد الوطني لطلبة الكويت» ليكون مظلة توحد أبناء وبنات الوطن الدارسين في الداخل والخارج، تعبر عن آرائهم وترعى مصالحهم وتمثلهم أمام مختلف الجهات، ويمارسون من خلالها النشاط النقابي بإطار ديموقراطي ووطني.

وقد سبق «إشهار الاتحاد» تكوين روابط ونوادٍ مختلفة لطلبة الكويت، وأتى الاتحاد كي يخلف ويجمع تلك الروابط والنوادي في نظام مؤسسي منتخب بأكمله، ابتداءً من الهيئات الإدارية ووفود المؤتمر لفروعه المختلفة – الكويت، القاهرة والاسكندرية، بريطانيا وايرلندا، أميركا، كندا، فرنسا ومالطا، أستراليا، الإمارات، البحرين، روسيا، الأردن، لبنان – انتهاءً بهيئته التنفيذية ومجلسه الإداري.

عقد الاتحاد أخيراً احتفالاً رائعاً بمناسبة مرور 50 عاماً على تأسيسه، برعاية كريمة من سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح حفظه الله، وبحضور ممثلي الهيئات الإدارية والتنفيذية طوال نصف قرن، تحت عنوان موفق هو «خمسون عاماً من العطاء نجددها بالوفاء»، وتضمن الاحتفال تكريم المؤسسين ومعرضاً لمحاضر المؤتمر التأسيسي للاتحاد وسنواته الأولى، وهي وثائق تعرض لأول مرة على الجمهور.

أود في هذا المقال توجيه الثناء لفريق العمل – رئيس الاتحاد محمد المشعان العتيبي ورئيس اللجنة التحضيرية عبد الرحمن توفيق الجراح وكافة العاملين معهما – على هذا المجهود الرائع في جمع الأجيال وتوثيق الأسماء والأعمال، وإن كانت لدي ملاحظات على بعض فقرات الاحتفال إلا أنها لا تستحق الذكر بجانب إيجابياته ومحاسنه.

من المؤسف أن تأتي هذه الاحتفالية – الشعبية والرسمية – في ظل هجمة من بعض نواب مجلس الصوت الواحد على «الاتحاد الوطني لطلبة الكويت»، محاولين القضاء على المؤسسة ككل للانتقام من أدوارها الإصلاحية المشهودة في 1976 و1986 و1990 و2009 و2012 وغيرها من سنوات برز فيها دور طلاب وطالبات الكويت تجاه دستورهم وشرعيتهم وحرياتهم.

اقتراح بقانون «تكميم العمل الطلابي» المطروح يتضمن (1) إلغاء الاتحاد الوطني لطلبة الكويت، (2) تكوين اتحاد خاضع لتوجيهات وزارة الشؤون، (3) إلغاء جميع الجمعيات والروابط العلمية، (4) منع الطلبة المبتعثين للخارج من تكوين اتحادات، (5) ملاحقة الطلبة المهتمين بالسياسة بعقوبات تصل للحبس 5 سنوات وغرامة 10 آلاف دينار، وغيرها من أحكام خطيرة تضمنها مقترح النواب الفضل، الزلزلة، الطريجي، معيوف وأبل.

إن تنظيم عمل الاتحاد بقانون مبدأ يطالب به ممثلو الطلبة المنتخبون منذ سنوات طويلة، وهناك «اقتراح بقانون» معد من قبل الاتحاد ذاته، كما أن هناك «مشروع قانون» معدا من وزارة التعليم العالي المعنية به، وكلاهما يكفل للاتحاد استقلاله مع تحقيق الحد الأدنى المطلوب من الرقابة المالية والإدارية للدولة، على العكس من مقترح «النواب» أعلاه!

ختاما: أبارك لشباب الكويت – وأجيالها السابقة – هذه المؤسسة النقابية الرائدة، التي تعد نموذجاً مميزاً بين المؤسسات النقابية في الوطن العربي، حيث يتم فيها تداول المسؤولية بصناديق اقتراع وروح ديموقراطية ليس لها مثيل، وتساهم في صقل مواهب وتكوين خبرات أجيال الكويت الصاعدين، وأشكر وأهنئ كل داعم وعامل وداعٍ لها ولهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى