آراءمحلي

الشايجي:فلسفة الأسماء

بقلم: صالح الشايجي:

صالح الشايجي
صالح الشايجي
قرأت للصديق الفنان «بدر محارب» منشورا في «الفيسبوك» حول الأسماء فأوحى لي بكتابة هذا المقال.
لأسماء الناس فلسفتها وأسبابها وارتباطها بالظروف التي تمر بها المجتمعات.
ولكل مجتمع خصوصيته في الأسماء، ولكل مجتمع أسماؤه الخاصة تقريبا في فترة زمنية ما ثم تدخل عليه أسماء جديدة ما كانت شائعة قبلا.
في منطقة الخليج والجزيرة العربية نجد الأسماء شبه موحدة في دولها وهي مجموعة أسماء مكررة وفي دائرة ضيقة.
وفي الدول العربية التي كانت تحت الحكم العثماني، أسماء ذات طابع تركي.
وفي بلاد المغرب العربي خصوصية أخرى وهكذا، حتى بتنا نعرف موطن الشخص من اسمه.
وفي البلاد الكبيرة مساحة والمتعدّدة المناطق والأنشطة نجد أن لكل منطقة أسماءها الخاصة يتقيد بها أهلها تقريبا ولا يحيدون عنها.
وإطلاق اسم جديد من خارج دائرة الأسماء المتعارف عليها على المولود يحتاج الى نوع من الجسارة والشجاعة لأنه سيكون اسما مستنكرا وربما محل استهزاء وتندر، وأعرف شخصا كويتيا أطلق عليه أهله اسم «تيسير» في الستينيات فاضطر فيما بعد الى تغيير اسمه!
وحتى في الأسماء المأخوذة من أسماء الله الحسنى، لكل مجتمع خصوصيته فيها، فبينما نجد في مصر أسماء مثل «عبدالمهيمن» و«عبدالمؤمن» و«عبدالوارث» فإننا لا نجد الأسماء نفسها في دول الخليج مثلا والتي تكاد الأسماء المعبّدة فيها تتشابه ومقصورة على «اللطيف» و«العزيز» و«الرحمن» و«الكريم» تقريبا مع أسماء أخرى بدرجة أقل.
وللأسماء كما أسلفت فلسفتها الخاصة وتأثرها بالمستجدات الاجتماعية والانفتاح على ثقافات ومجتمعات أخرى يأخذ منها المجتمع أسماء جديدة.
ولا نجد في الكويت القديمة أسماء هي الآن أسماء شائعة ويتسمى بها أغلب الناس من ذكور وإناث، وهذا مردّه الى تحوّلات حدثت في المجتمع الكويتي ومنها انفتاح المجتمع على الوافدين من البلدان الأخرى بأسمائهم التي لم يكن المجتمع الكويتي يعرفها، ولكن أخذها وأطلقها على مواليده، وكذلك فإن لأجهزة الاعلام والفن دورا في توليد أسماء جديدة.
فاسم كاسم «فاتن» لم يكن معروفا قبل فاتن حمامة، ولكنه شاع في كل الأقطار العربية بعد بروز اسمها، وشاع اسم «جمال» بعد بروز اسم «جمال عبدالناصر» وفي ظني أنه أكثر اسم حمله المواليد الذكور في الكويت في خمسينيات القرن العشرين وستينياته.
وأعرف عائلة وربما أكثر سمّت أبناءها بأسماء جميع أعضاء مجلس قيادة الثورة المصري، وذلك حبا منها لهم وإيمانا بـ «الثورة»!
ولكنّ كثيرا من أولئك المواليد قاموا بتغيير أسمائهم بعدما كبروا! 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى