آراءمحلي

السريع : طرارة بعقود حكومية

بقلم: حمد السريع:

حمد السريع
حمد السريع
تحرص وزارة الداخلية سنويا على إصدار التعليمات المناسبة للإدارة العامة للهجرة في سبيل الحد من دخول المتسولين إلى الكويت، كما أن الأجهزة الأمنية تضبط أي متسول ويتم إبعاده عن البلاد كل ذلك في سبيل المحافظة على المنظر الحضاري للدولة.

لكن هناك ظاهرة منذ مدة طويلة وبرزت بصورة لافتة في الآونة الأخيرة وهي انتشار عمال النظافة أمام إشارات المرور بشكل مزعج وكأنك تشاهد متسول وليس عامل نظافة.

مساعدة الفقراء أمر جبل عليه أهل الكويت وموائد الرحمن منتشرة بالكثير من المساجد ولكن تركيز عمال النظافة على الإشارات المرورية ذهابا وعودة أمر لافت للنظر فكلما توقفت الإشارة بدأت مسيرة العامل حاملا مكنسته اليدوية وبداخلها ورقة كلينكس يتجول بين السيارات حتى يجتاز مسافة عشرين سيارة ثم يعود إلى مركزه عند البداية أما عينه فإنها مركزة على قائدي السيارات وليس على تنظيف الأرض من الأوساخ. انتشار هؤلاء العمال عند الإشارات المرورية يبدأ منذ الساعة السادسة صباحا حتى الساعة الثامنة والنصف عندما ينتهي خروج الموظفين من منازلهم إلى أعمالهم بعدها يختفي هؤلاء العمال.

الحكومة تدفع اكثر من (٢٠٠) دينار على العامل الواحد والجو في الكويت شديد الحرارة في الصيف ولهذا فإن إنتاجية هذا العامل لا تتعدى الساعتين وهو يقضيهم كما نرى في التسول وليس في التنظيف. حسب عقود النظافة الموقعة بين بلدية الكويت وشركات النظافة يتجاوز المبلغ المدفوع من الدولة للشركات سنويا اكثر من مليار وسبعمائة مليون دينار لو قامت بلدية الكويت بإجبار الشركات على توفير سيارة صغيرة للنظافة بها سائق وعامل لكل منطقة فإنها ستوفر الملايين من الدنانير وهذا النظام معمول به في كل أوروبا.

ولا ندري بالنسبة لتوزيع تلك الأعداد الكبيرة من عمال النظافة في المناطق السكنية وعند الإشارات المرورية هل هم حراس في المناطق السكنية ام لصوص يسرقون ما خف وزنه وغلا ثمنه أم هم متسولون بعقود حكومية؟!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى