
د. محمد بن إبراهيم الشيباني:

كم هم أعداد الحاقدين والحاسدين الذين يريدون شرّاً بالبلد، بالوزارة، وبالإدارة، وبالقسم، وبالجماعة المتماسكة، وبالأسرة الواحدة، وبالشركة.. وجميع ما ذكرت؟! فهناك من يبيّت الشر ويحيك المؤامرات في السر؛ إما لإرادة نفسية طمعية أو شهوانية، وإما لإرادة تحطيم للأماكن التي ذكرت وفق أوامر وأجندة على المأمور أن يقوم بها طاعة لأسياده! التاريخ خير شاهد، ودليل على ما أقول. بل هناك ما نتذكره مما قرأناه في التاريخ القديم أو مما نشاهده اليوم جهاراً نهاراً يحدث في الدول، وكيف تتساقط بعد استقرار وطمأنينة وغرور بالقوة والمنعة والتكنولوجية، وقوة الحكم وطغيانه وسيطرته على كل شيء بمخابراته ومباحثه ورجاله المنتشرين في أرجاء البلاد، حيث الظلم وأذية الناس.
أغلبنا يذكر قصة «راسبوتين» الذي استطاع أن يصل إلى قلب القيصرة الروسية قبل الثورة البلشفية، وكيف كان وأعوانه يدبرون المكائد والدسائس لروسية على العموم، وللجيش وإدارة الدولة على الخصوص، فحين يُقبض على أذنابه والآثمين منهم كانت زوجة القيصر تختم على التحقيق وتطالب بحفظ الأوراق حتى استطاع هذا الشرير وأعوانه أن يسيطروا على مفاصل الدولة من قصر القيصر إلى الشارع، فانتشر الظلم بسبب ذلك واستفحل وشاع حتى كره الشعب القيصر وأسرته من أفعالهم المدمرة الفاسدة، فكانت النتائج أن قتلت الأسرة كلها صغيرها وكبيرها في أبشع قتلة سجلت في التاريخ الحديث.
يا ترى، كم من أثيم يكيد للمخلصين ويحرّض على المصلحين ويُخوّن الوطنيين ليصل إلى مآربه المتنوعة؟! وحتماً إن نتائج تدميره للدولة ومؤسساتها عن طريق من يقرب هؤلاء الشياطين المنافقين ويسلم رقبته ومعها السكين لهم كما فعل المستعصم العباسي عندما سلم ابن العلقمي رقبته فسلمه للمغول فقتله شر قتلة.
التاريخ القديم لا يكذب، والمشاهد الحديثة لا تماري ولا تحابي أحداً، فالجميع يرى ويسجل.. إذاً، لا محل للعجب إذا رأينا أمام أعيننا أن منها الكثير مطبّق في الوزارات والمؤسسات والإدارات التي سقطت وخسرت وأصبحت في شذر مذر، وكلها من أفعال هؤلاء الذين يزيّنون الشر لهذا الفريق وذاك، والمسؤولون مسرورون بهم ويقبلون بأفعالهم الضارة بهم وبوطنهم، وكأن على رؤوسهم الطير، ولا يصدقون ذلك إلا إذا وقعت الفأس بالرأس. والله المستعان.
• منصب العميد:
ما الذي يعيب الدكتور وليد الكندري القائم اليوم بالإنابة مكان عميد كلية الشريعة حتى لا تختاره اللجان وغيرها العميد الجديد؟! فهذا الرجل مستحق لهذا المكان منذ سنوات بعيدة، وبالأقدمية ومقبول من الجميع لطيب نفسه وبساطته وعلمه ووسطيته في الخطابة والتدريس. فما المانع من تثبيته؟!
هل لأن لحيته طويلة؟! فهناك أساتذة غربيون يدرسون في جامعات الكويت وغيرها، لحاهم أطول من لحية د.وليد الكندري!