د.محمد بن إبراهيم الشيباني:
محمد بن إبراهيم الشيبانيحدثني منذ فترة أحد القائمين على الأعمال الخيرية في أفريقيا، والنية كانت أن أكتب فيها مقالة في وقتها، ولكن لكثرة الضخ اليومي من المشاغل التي تعتري بني البشر، أجلتها إلى أجل قريب لعلي أتفرغ لصياغتها في مقالة، وها هي الآن قد اكتملت أركانها وصارت جاهزة للعرض.
يقول محدثي: دعاني أحد الأفارقة العاملين معنا كي يريني شيئاً سأفاجأ به! قلت: ما هو؟ قال: انطلق معي، فأخذت السيارة تشق عباب الطريق حتى دخلنا في غابة بعيدة عن المدينة، قد عبدت السيارات السائرة كثيرا فيها الطريق، وإذا بمسجد كبير أو مركز ضخم، فوجئت حقيقة كيف يكون مثل هذا في هذا المكان البعيد، والمفاجأة الأكبر كتب عليه اسم بانيه، وهو تاجر كويتي، ولكن المفاجأة الثالثة أنه بُني، ليس عن طريق اللجان الخيرية في الكويت أو شيء من ذلك، وإنما خرجت الأموال من التاجر في الكويت عن طريق إيران! وقد كتبت العبارة التالية عليه: «بني هذا المركز على نفقة المحسن….. عن طريق الحكومة الإسلامية الإيرانية»!
يا ترى كم هو حجم أموال المشاريع الصغيرة والكبيرة التي تخرج من الكويت وبطرائق متنوعة إلى دول وأحزاب مختلفة سرية عن طريق شخصيات مثل هذه حملت الجنسية الكويتية؟! ولكنهم بدل أن يصرحوا بذلك العمل الذي حسبوه خيرياً تكتموا عليه وجعلوه سريا، والعمل الخيري المراد به وجه الله وخدمة الإسلام والمسلمين لا يكون سريا في أي حال من الأحوال، إلا في حال واحدة، وهي ألا يكتب اسم المتبرع عليه، كقولهم قام بهذا العمل «فاعل خير».
عموماً هناك أنباء كثيرة مثل هذه؛ لعلي آتي عليها في المقالات المقبلة، تفضح هؤلاء وكيفية دعمهم لدولة متهمة بالتدخل في شؤون الدول الأخرى، وكما حدثتكم في مقالة سابقة عن انطلاق جماعة القاعدة بعد أفغانستان من إيران، ثم اختراع جماعة جديدة اسمها «داعش» تنطلق للتخريب في العالم عن طريقها وبموافقة أو علم الشيطان الأكبر (أميركا)، وعلاج المصاب منهم في المستشفيات الخاصة، كما ذكرت رواية أحدهم عندما كان يسأل عن أخيه في الحشد الشعبي العراقي يتعالج هناك، وذهب بالخطأ إلى الأدوار التي يتعالج فيها أفراد من داعش المصابين والقاعدة وجميع مجرمي الأرض.
لقد انحرفت قليلا عن موضوعي، ولكن لا بأس طالما الأمور مرتبطة بعضها ببعض. والسؤال الملح والمهم ان صح ذلك ، لماذا لا تراقب وزارة الشؤون الأموال التي تخرج من الكويت عن طريق أولئك الأشخاص أو اللجان وتذهب إلى إيران وأحزابها بالسرية وعدم الوضوح، وتراقب وتشدد على اللجان الأخرى التي تعمل بالعلن والوضوح التأمين؟! سؤال نحتاج إلى الجواب عليه، وحين الجواب عليه، بالسلب أو الإيجاب، ستتفرع عنه أسئلة كثيرة مرتبطة به. والله المستعان.
• الغانم مرة ثالثة.
سقط بالخطأ اسم الابن الرابع للمقاول غانم صقر الغانم، وهو أنور الذي توفي عن عمر 26 سنة، فيكون ترتيب أبناء غانم صقر الغانم كالتالي: صقر، نصر، مضر، أنور، عدنان وعادل، والأخيران ليس بينهما كبير وقت في الولادة. والله أعلم.
