آراءدولي

الشيباني:اليهود وبلفور الإنكليزي..!

د.محمد بن إبراهيم الشيباني:

محمد بن إبراهيم الشيباني
محمد بن إبراهيم الشيباني

جاء في خطبة لورد بلفور -كما نقلته الجرائد في عام 1925 – وقت افتتاح جامعة فلسطين في أورشليم، ما ترجمته:«أرجو أن يتذكر العرب أنه لما كاد العمران الغربي يقضي نحبه بسيل برابرة الشمال في العصور المظلمة، وأشد العصور منها ظلاماً، بث اليهود والعرب أول روح الحياة، التي أنارت ذلك العصر. فإذا كان اليهود والعرب قد استطاعوا أن يعملوا معاً على إنارة أوروبا في القرن العاشر، أفلا يستطيعون أن يشتركوا الآن ويجعلوا هذه الجامعة، بحيث تستفيد منها كل طوائف السكان في فلسطين فوائد عقلية وروحية؟!».
السؤال: هل تحقق كلام بلفور في خطبته هذه إن كان صادقاً؟ فما رآه ومازال الشعب الفلسطيني منذ عام 1948 من الصهاينة الإسرائيليين هو الذبح اليومي، وبأعداد تفوق التصور الإنساني، بجانب التشريد الذي لاقوه منهم منذ ذلك التاريخ، حيث توسع في احتلاله والاستيلاء على الأراضي والبيوت والممتلكات الفلسطينية بشكل عام من دون تحديد لبلاد أو قرية، أو حتى الصحراء بين مصر وفلسطين، لم يأخذ الإسرائيليون بهذه الوصية التي وضعها لهم كبيرهم، ليتم التجانس والتعايش فيما بينهم والتعاون العقلي والروحي!
أما التساؤل الآخر، فإن كان كاذباً -وهو كذلك- فإنه استطاع أن يحتال على الأمة العربية، فيما قبل الاحتلال بسنوات تفوق العشرين سنة بهذه الكذبة الكبيرة، وهو ولا شك كاذب ومخادع وخبيث، استخدم كل أدوات الدناءة والخسة لتمكين اليهود في وعده، لاسيما حين قامت جماعته بالجرائم المتنوعة ضد العزل والضعفاء من النساء والأطفال والكبار، وطردهم من بيوتهم ومزارعهم وتخريبها وتجريفها، لإقامة وحدات سكنية للفيف المستقدم من اليهود في العالم فقرائهم وأغنيائهم.
عموماً، هكذا كانت حيل اليهود والإنكليز معهم عاونتهم في احتلال فلسطين سنة 1948، وقتل أهلها وتشريدهم، بل قبول المشردين منهم آنذاك في ديار الغرب، لاسيما أميركا، وما أشبه الليلة بالبارحة هو نفسه ما يفعلونه اليوم بالسوريين وتوزيعهم على بلدانهم!
عقلية المحتل والغازي والمستعمر القديمة هي نفسها لم تتغير، مازالت تعمل عليها أميركا ودول الغرب وإسرائيل، ودخلت معهم على الخط روسيا التي تريد هي حصتها كذلك من الغنيمة العربية!
وإذا حاولت أن تتساءل: لماذا يفعلون بنا هكذا؟ جاءك الجواب سريعاً لأننا أردنا الدنيا في كل شيء سجوداً وركوعاً وتسبيحاً بحمدهم، حيث جعلناهم أرباباً من دون الله وانحناءات شتى في سبيل إرضائهم ليس اليوم، وإنما على مدى الأزمان الماضية، إذاً الأمة مستحقة ما ينالها من مصائب وويلات جزاء وفاقاً لما اقترفته الأيدي ومازالت، إذاً فلتخرس هذه الأمة إلى حين تعرف وتستوعب معنى الكرامة والعزة.. والله المستعان.

• غلطات العوام.
احفظ لسانك مـن ذم الأنـام ودع
أمر الجميع لمن أمضاه في القِدم
معايب الناس لا يكبرن عن غلطي
إذا نممت بها في مـحفل الهمـم
(عائشة التيمورية)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى