د.محمد بن إبراهيم الشيباني:
قرأت قبل مدة في مجلة علمية قديمة أن البارون الشهير الموسر روتشيلد قد علّق في بنكه بعض الحكم، تدل على أن الطريق إلى الغنى قد يأتي من طريق الميراث أو من طريق الحظ أومن طريق الجد، ولكن الطريق الأخير آمن هذه الطرق وآكدها، وإن يكن أوعرها وأصعبها عثرات.ولما قرأت الحكم التي ترجمها الكاتب وجدت أن أغلبها – إن لم تكن كلها – قد أوصانا ربنا بها في محكم تنزيله ونبيه في سنته الصحيحة، ولو وسع المجال لذكرها لذكرتها، ولكن أحيل القارئ إلى كتاب «رياض الصالحين» للإمام النووي (ت 676هـ ـــ 1277م) شرح العلامة ابن عثيمين، أو الكتاب نفسه بتحقيق العلامة الألباني، وذلك على سبيل الاختصار والإيجاز، وإلا فالسنة حافلة بجملة كبيرة من الآداب.
وهاكم حكم أو «آيات» روتشيلد، كما ذكرها المترجم، وكلها في الأخلاق والفضائل والاستقامة، وحث بالابتعاد عن المحرمات مع تعليقي عليها بين قوسين.
ـــ اعتن بكل دقيقة من دقائق عملك وتفاصيله (اغتنام الوقت).
ـــ كن ذا همّة في كل شيء (الإبداع).
ـــ أطل التفكير أولاً، ثم احكم حكما باتّاً لا تعريج فيه (فإذا عزمت فتوكل على الله).
ـــ تمسّك بالحق، واخش الباطل (لا تخف في الله لومة لائم).
ـــ احتمل التجارب بصبر وطول أناة (الصبر والأناة).
ـــ خض حروب الحياة ببسالة ورجولة (حير عدوك).
ـــ لا تسلك طريق الأشرار (طريق الدمار).
ـــ لتكن الاستقامة مقدسة عندك (آمن بالله ثم استقم).
ـــ لا تثلم صيت أحد (لا تكن نماما ولا مغتاباً).
ـــ ضع يدك بيد أهل الفضيلة دون غيرهم (الصاحب ساحب).
ـــ أبعِد الأفكار الشريرة عن رأسك (استعذ بالله من شر الوسواس الخناس).
ـــ لا تكذب مطلقاً (لأنه يؤدي إلى العقوبة وهذه تؤدي إلى النار).
ـــ أقلل من المعارف ما استطعت (إلا من معارف الخير).
ـــ لا تحاول البتة أن تظهر بغير مظهرك الحقيقي (اطرد خصال النفاق).
ـــ ادفع ديونك عاجلاً (المطل حرام).
ـــ احترم مشورة والديك (ما ندم من استشار).
ـــ ابذل مالك ولا تبذل مبادئك (حافظ عليها حتى الموت).
ـــ لا تمس المسكر ولا تذقه ولا تتداوله يداك (محرمة في الأديان السماوية).
ـــ لا تطأ رجلك عتبة أهل الشر (اجتناب تام).
ـــ امتلك أهواءك وشهواتك (فهي التي تورد الموارد والمهالك).
ـــ حَيِّ كل إنسان بأحسن تحية (إذا حُييتم بتحية فحيوا بأحسن منها).
ـــ لا تستسلم لليأس (لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس).
ـــ كن غيوراً في عمل الحق (إنما هي أعمالكم أحصيها لكم). والله المستعان.
• يقول المتنبي:
إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة
فإن فساد الرأي أن تتـــــرددا