آراءدولي

الشيباني:قيادة السعودية هي الوضع الصحيح

محمد بن إبراهيم الشيباني:

محمد بن إبراهيم الشيباني
محمد بن إبراهيم الشيباني

قادت دول عربية العرب منذ خروج الاستعمار الغربي من شرقنا في الخمسينات والستينات، مثل مصر، وعن طريق غير مباشر سوريا والعراق، وكانت الشعارات المرفوعة قومية عروبية أو بعثية علمانية أو شيوعية روسية، أي أن الشعارات المرفوعة أغلبها إما عصبية قومية أو إيديولوجيات مستوردة غريبة على مجتمعاتنا الإسلامية، فكانت النتائج الإخفاق الذريع، بل انقلاب يتلوه آخر، لأنه صراع أفكار ومصالح، ينقلب به الانقلابيون على بعضهم، لم تهنأ وتهدأ الأمة إلا في ظل الحكم الملكي أو نظام المشيخة، ومازالت هذه الأنظمة متمثلة بدول الخليج باقية متوارثة الحكم منذ أكثر من ثلاثمئة سنة، تفاهم النظام مع شعبه قائم على الشورى الصحيحة الملزمة المستمدة من النظام الإسلامي (وأمرهم شورى بينهم).لم تستفد أمتنا العربية من إيديولوجيات الخمسينات وما تبعتها من حقب إلا الوبال والدماء، تقدمت دول مثل الهند، عندما استقلت في الأربعينات، واغلب دولنا العربية في احتراب مستمر على الكرسي، ورث بعد ذلك دكتاتوريات جثمت على صدر الأمة سنين طويلة، أكلت فيها الأخضر واليابس، ضخمت بها أرصدتها من أموال الشعوب، وثبتت أولادها في أغلب المناصب، وخلقت في المجتمعات ما يسمى بأولاد الحكام المتسلطين على مقدرات الشعوب وعلى رقابه، فكثرت السجون والمعتقلات لكل معترض، فلا شورى ولا مجالس تشريعية، فكانت ديموقراطيتهم في شعاراتهم المرفوعة حرية، مسؤولية أو حكم الشعب للشعب أو .. أو .. فتحولت معظم هذه الجمهوريات إلى ملكيات من نوع آخر جديد، فكانت النتائج مؤلمة كلها مآس ونهاية حياة لكل معترض أو ناصح، ليس في الداخل فحسب، بل وفي الخارج، وكانت هذه الأنظمة تتبعه أينما كان، حتى تقبض عليه فتسومه أشد العذاب، ودائما ما تجعله عبرة لغيره.

نحن أمة عربية إسلامية لا ينفع لشعوبها إلا رجوعها إلى دينها، واستمداد حاضرها ومستقبلها منه، ولا تجتمع الأمة جميعها إلا عليه، ولا تتعايش الأجناس الأخرى بأديانها المعتدلة إلا في كنفه.
لقد شبعت الأمة منذ تحررها من المستعمر ومن الأفكار الباطلة وأربابها، ورأوا فسادها عندما طبقت، فكانت كل واحدة من هذه الأفكار تخص فئة قليلة دون الأمة بعرضها وطولها.
لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها، وهو الإسلام، الدين الرباني الخالد، ولأن «عاصفة الحزم» انطلقت من تلك الديار فكانت تامة، فهي قيادة جديدة للأمة، وهو الوضع الصحيح الذي كانت تنتظره غالبية شعوبها. والله المستعان.
• التجربة
تجارب كثيرة مُرّة مرت بها أمتنا في أنظمة الحكم المتنوع، فلتجرب اليوم التجربة الإسلامية الحقة، ولتر بعد ذلك النتائج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى