آراءدولي

الشيباني :المضحكون والصخب..!

محمد بن إبراهيم الشيباني :

محمد بن إبراهيم الشيباني
محمد بن إبراهيم الشيباني

يتذكر القارئ من جيل السبعينات الفشارين أو المضحكين أبو لمعة وبيجو المصريين، اللذين كانا يقفان على خشبة المسرح مدة طويلة يضحكان الناس فيها، وكانت الجماهير آنذاك تميل إلى ذلك مع قلة الصخب في عالم الإنسان، أي ليس مثل اليوم، حيث طوق اليوم بصعوبة إيجاد الوظيفة أو العمل، وكثرت مشاكله ومتطلباته بشكل خاص، ناهيك عن المصائب والحروب العامة في دياره، ولا أقصد مجتمعنا العربي فقط والإسلامي، وإنما المجتمعات بشكل عام تريد السرور والسعادة وتغيير نمط حياتها اليومية، فأصبح للمهرجين والمضحكين أو أبولمعة وبيجو الجدد طلب، فهناك مثلا في روسيا لم يعد يذهب الناس فقط إلى السينما والمسرح أو أماكن الترويح المختلفة، وإنما إلى أماكن وجود المضحكين لهم من عناء صخب الحياة اليومي الصعب، فقد راجت هذه الدور، وقلت روسيا كمثال، وإنما كذلك في أميركا والغرب تذهب الجماهير إلى هذه الدور لتضحك طويلا وتخرج مسرورة بعد ذلك، ثم تتذكر كل نكتة أو مزحة أو كلمة قالها المضحك في أيامها لتغير بها نمط حياتها!
لقد غيّر السياسيون عبق الحياة الجميل وحولوه إلى خوف وكوارث وأحزان وحروب ودمار للحاضر والمستقبل، فلم يعد هناك عندهم مفرحات أو مسعدات، وإنما يا ويلكم وتعاستكم وحزنكم وموتكم قبل حياتكم، نوويات، غازات سامة، قنابل ذرية، صواريخ بالستية وعابرة للدول، والغارات وسقوط طائرات.. كما يفعل أكثر التويتريين عندما يرسلون رسائلهم، مثل ذاك الذي أرسل رسالة ليلة الثلاثاء (2015/3/31) قائلا فيها مفترياً على د. العجيري إنها ستكون ليلة حمراء تنزل فيها الأمطار والرمال، وزاد في رسالته ونقص، ولا ندري كيف فعل ذلك، حيث تقوّل على د. العجيري! وزاد وتنزل الملائكة بعد الساعة الواحدة والنصف وطبعاً لم يحدث مما ذكره، وهذه مسؤولية كبيرة تقع على الفريق الآخر من المتابعين لهذا وأمثاله ليردوا عليه بالحكمة أو بغيرها.
هكذا يبحث الناس هناك في روسيا وأوروبا وغيرها عمن يضحكهم ويدخل السرور عليهم، ولهذا تحول كثير من الناس من السياسة وتعقيدات الحياة إلى المهرجين والمضحكين، وهذه وحدها تحتاج إلى دراسة وتأمل. والله المستعان.

• الفهم الصحيح.
«من يفهم الدين الإسلامي الصحيح، أي من منابعه الأصلية، فلا يبأس ولا يقنط ويسخط، وهو في سرور وسعادة دائمين، لا إفراط عنده ولا تفريط». 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى