آراءمحلي

الشيباني :حديث الوافدين ..!

محمد بن إبراهيم الشيباني :محمد-بن-إبراهيم-الشيباني

يلقاك في سفرك ومن دون موعد من لا تتوقع أن تراه في تلك البقعة النائية، أو ذاك القريب الذي يصلك بإنسان أنت لا تعرفه أو لا تعرف عن أحواله شيئاً، فيكون هذا الذي التقيته موضوعاً تكتبه في مقالة أو يستحق أن يكتب عنه مؤلف وحنانيك، هذه هي أساسيات المؤلفات.الأستاذ موسى محمد الغول مدرس الاجتماعيات (يرحمه الله) الذي رحل عن هذه الفانية في مدينة عمان في الأردن، وترك زوجة وبنين وبنات، يصلني بهذه المرأة الفاضلة زوج ابنتها الكويتي فتتحفني بجلسة معها اشترطت فيها أن تكون على فطور أو غداء، فطلبت أنا الأسهل والأسلم وهو الفطور، فكان أن قدمت مالذ وطاب من الأكلات الفلسطينية والأردنية (الأمة واحدة).
والدها خليل صالح عطا الله مقاول مشروع شارع الخليج أو ما يسمى بشارع البلاجات، قدمت أم غالب سهيلة عطا الله مع والدها وأمها الى الكويت عام 1952م ونزلوا في منطقة»حي» الشرق في بيوت الأمير، وهي بيوت بنيت في عهد الشيخ عبدالله السالم الصباح، كما بني مثلها في حي المرقاب، ثم تتالى مثل هذا البناء في المناطق النموذجية الأخرى خارج السور ومنها منطقة الروضة وغيرها.

تقول أدخلت بيوت الأمير بعد ذلك ضمن مدرسة صلاح الدين، ثم انتقلت الأسرة إلى حي القبلة، حيث مدرسة عائشة الابتدائية القريبة من روضة طارق وعلى امتدادها جهة الغرب خلف فندق الشيراتون اليوم، ومبنى مدرسة عائشة (رضي الله عنها) مازال باقياً، تتذكر أم غالب من كان معها في المدرسة على رأسهم المحامية سارة الدعيج، فتقول إن أسرتها أول من سكنت منطقة الدسمة بعد خروجها من القبلة، وبيتهم هذا أول بيت بني فيها، وتتذكر أن معها بنات العذبي الصباح والأستاذة لولوة القطامي وكانت صديقة حميمة لها، وكانت ناظرة المدرسة ميسر شاهين فلسطينية، وتتذكر البيوت الكويتية القريبة من بيتهم مثل بيت الراشد والعصيمي وعبدالرحمن المعجل والمدير (العبدالجليل) .
انتقل خليل عطا الله مع أسرته بعد ذلك إلى بيوت الحكومة في المرقاب، ثم منطقة حولي، حيث البساتين وبيوت القناعات التي كانت على هيئة «إكباره» البناء من الخشب (الجندل وجريد السعف والبواري) يربط بالحبال المتدلية منها أثقال من الصخر والأشياء الثقيلة الصلبة التي تحميها من الرياح، ويعتبر «الكبر» مثل الحجرة داخل المنزل أو المزرعة، وحولي بيوتها أغلبها مزارع، ثم ختمت أم غالب حديثها ببيت شعر نبطي تتذكره عن حولي وبساتينها:
يا سعود ضاع خلي
في بساتين حولي
كانت هذه الأسرة موجودة أيام الاحتلال العراقي للكويت، ثم بعد التحرير غادرت إلى عمان، حيث توفي والدها خليل صالح عطا الله مهندس شارع البلاجات وزوجها موسى الغول.
الوافدون الذين مازالوا على قيد الحياة من الذين رحلوا عن الكويت لأسباب عدة عندهم أحاديث تاريخية ووثائقية كثيرة تعد جزءاً من تاريخ الكويت ونهضتها، لقد عمروا الكويت وخدموها بإخلاص وتفان وجهد كبيرين، نحن الجيل الذي بعدهم أو بعد بعدهم نشكر لهم هذا الصنيع، كما نشكر للوافدين المخلصين اليوم الذين نعايشهم ممن قدموا للرزق الحلال والصدق والأمانة كما كان آباؤنا وأجدادنا أيام العسرة والفاقة يفعلون، حيث غاصوا وسافروا وراء لقمة العيش.
.. والله المستعان. 

278b16f4-94d3-41c2-b957-32c4e04eed40

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى