آراءمحلي

 الشيباني: هكذا هم سواء..!

محمد بن إبراهيم الشيباني:

محمد بن إبراهيم الشيباني
محمد بن إبراهيم الشيباني

«وإذا نكب ابن محمد علي أو فشلت حملته، فكيف يواجه محمد علي الباب العالي صاحب القوة الغشوم الذي يغار من نجاح ولاته، حتى ليثأر منهم حين يقلب لهم الدهر ظهر المجن». (الجنرال بيار في مراسلاته ـ من محاضرة ألقاها بالإنكليزية د. أسد رستم عام 1925م).محمد علي باشا الوالي العثماني على الدولة المصرية، الذي استقل بها عن الخلافة العثمانية في الآستانة، والباب العالي المقصود به هنا هو الخليفة العثماني محمود الثاني (1255-1223هـ/1808-1839م).لنا في الكلمة صدر المقالة الجزئية التي تقول «.. صاحب القوة الغشوم الذي يغار من نجاح ولاته حتى ليثأر منهم حين يقلب لهم الدهر ظهر المجن»! أظن أن القراء معي في رأيي، الذي أنوي أن أثيره في هذه العجالة، إذ ليس محمود الثاني العثماني هو فقط في التاريخ، سواء الإسلامي أو العربي بشكل خاص، الذي كان يغار من انتصارات ولاته أو قادته، بل كان قبله ومن بعده إلى يومنا كثير من في الوزارة والإدارة والأقسام هناك من يقوم بذلك، والسوء مكافأة للمخلصين الناجحين والمبدعين والمنتصرين، فمنهم من يلاقي بعد انتصاره الاغتيال أو المعتقل والموت المتنوع فيه، ومنهم من يُقال من مهمته أو وظيفته أو مركزه، أو يتهم بالخيانة ومخالفة الأوامر.
الوالي مدحت باشا خدم الدولة العلية خدمات كبيرة ورفع من اسمها في العراق وغيره من النواحي، كانت نهايته المحاكمة في قصر يلدز، والسجن في قلعة الطائف، ثم أعدم خنقاً!
والمظفر قطز المملوكي، الذي انتصر في معركة عين جالوت (658هـ=1259م) على التتار، حيث صدهم عن أن يصلوا إلى مصر، فكانت نهايته في معسكره على يد بيبرس البنُدقداري قبل أن يصل إلى مدينة القاهرة!
وهكذا لو تتبعنا كل ما حدث من بعد خروج الاستعمار بالأمس ورجوعه اليوم عن قلب ظهر المجن للمخلصين في عالمنا العربي، لما وسعتنا مجلدات من تفشي اللؤم والخيانة والخبث بأشكالها كافة، ومازال مستمراً بالأحرار والعظماء، وهم سائرون على قول «من عرف مقاتلك قتلك»!
لقد حطوا من أقدارهم وغمطوهم حقوقهم وأهالوا على تاريخهم التراب حتى غدوا نسياً منسياً، وهي جريمة أخرى حين بخسوهم حتى في «اذكروا محاسن موتاكم» حرموهم منها، وهو من جشع المخلوق الغريب في سبيل التسلط والغرور تجاه الناجحين والمنتصرين والمبدعين، حتى غدت أمتنا آخر الأمم، بل لا يأبه لها أحد.
.. والله المستعان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى