آراءمحلي

صحوة حكومية.. متأخرة

بدر الرشيد
بدر الرشيد

 

بدر صالح الرشيد – نقلا عن القبس.

 كمواطن، أبحر متعمِّقا في بحر السبعينات من العمر، لا أزال متمسكاً بالأمل. 

بالأمس القريب، ويا خوفنا من الغد المقبل طالعتنا صحيفة القبس الغراء وغيرها من الصحف بخبر، مفاده أن مجلس الأمة قد أنهى مناقشته حول سياسة الحكومة بشأن تنويع مصادر الدخل بإعداد دراسة من قبل الحكومة خلال ستة أشهر، مع أن يوم الحكومة بسنة! ويبقى السؤال هنا: أين ذهبت تلك الدراسات التي ربما كلفت ملايين الملايين؟! وكم هي أعداد الدراسات من الداخل والخارج، التي عادة ما يكون مصيرها أن تخزن بالكراتين وتركن على الأرفف؟! وصعقنا – أيضاً – بخبر أن وزير المالية الموقّر فاجأنا كمواطنين، سلموا حاضرهم ومستقبل أبنائهم للحكومة، بتصريح خطير، وهو أن العجز المالي في الميزانية سيحدث في عام 2017، أي بعد ثلاث سنوات، للأسف!

إن صحوة الحكومة بتنويع مصادر الدخل صحوة متأخرة كمن غلب عليه النوم في محطة قطار ليصحو بعد أن فاتته الرحلة، وطارت الطيور بأرزاقها، مع أنك ان تصحو متأخّرا حيا، خير من ألا تصحو على الإطلاق.. فكم هي الصحوات والدراسات لحكوماتنا المتعاقبة! وكم سمعنا من جعجعة من دون طحين!.. ماذا كانت الحكومات الحالية والسابقة تعمل؟ هل كانت تنهل من منهل سياسة «اصرفوا ما في الجيب يأتيكم ما في الغيب»؟! كمواطن، أبحر متعمقا في بحر السبعينات من العمر لا أزال متمسكا بالامل، مع ذلك يحزنه ان عقارب ساعة وطنه ربما اصابها عطل أو تتحرك الى الخلف!

أحلف بالله العظيم مع شدة اليأس لو ان صحوة الحكومة المتأخّرة سوف تحقق لنا ما يسمى تنويع مصادر الدخل حتى ولو بعد 50 سنة حكومية، وكنت يومها على قيد الحياة فسوف أصفق الى ان يأتي الأجل، وحتى لو قبلت بقول الشاعر: إذا متُّ ظمآناً فلا نزل القطر.. لا لست بالأناني لينزل القطر حتى لو بعد رحيلي، وذلك من اجل هذا الوطن، ومن اجل مستقبل ابنائه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى