من روائع الإعجاز البلاغي في القرآن

موجز حماك:
زوجة وامرأة
في قصة سيدنا زكريا عندما خاطبه ربه مبشراً إياه بالولد استخدم كلمة (امرأة) قال تعالى على لسان زكريا عليه السلام: ( قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا) [مريم: 8]. فالمرأة هنا لا تنجب، ولكن وبعدما رزق بسيدنا يحيى… هل استخدم كلمة (امرأة) أم كلمة أخرى؟
قال تعالى: (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ) [الأنبياء:90]، في هذه الحالة وبعدما رزق بالولد وحقق مفهوم الزواج وغايته.. استعمل القرآن كلمة (زَوْجَهُ) لأن الزوجة تعني الأسرة والتكاثر والأولاد… هذه الدقة لا يمكن أن تأتي بالمصادفة أو من تأليف محمد صلى الله عليه وسلم.. بل هي تشهد على صدق هذا الكتاب العظيم.
الله هو الذي يحيي ويميت
قال تعالى على لسان سيدنا إبراهيم: (الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ * وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ * وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ * وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ) [الشعراء: 78-81]. استعمل كلمة (هو) مع الهداية (فَهُوَ يَهْدِينِ) والطعام والشراب (هُوَ يُطْعِمُنِي) وكذلك استخدم كلمة (هو) مع الشفاء (فَهُوَ يَشْفِينِ)، للتأكيد على أن الله هو من يطعم ويسقي ويشفي ويهدي.. لأن البعض قد ينكر ذلك ويعتقد أن الطبيب هو الذي يشفي فاستعمل كلمة (هو) للتأكيد على أن الله هو الذي يشفي.
ولكن عندما جاء الحديث عن الحياة والموت لم يستعمل كلمة (هو) وقال (وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ) تأملوا الآية ليس فيها (هو)، لماذا؟ لأنه لا حاجة للتأكيد بأن الله هو الذي يحيي أو يميت.. فلا أحد يستطيع أن يدعي القدرة على الإحياء أو الإماتة.. بل الكل يعلم أن الحياة والموت بيد الله سبحانه وتعالى.
ولذلك لو كان هذا القرآن من تأليف بشر لتابع السياق إلى آخره باستخدام كلمة (هو) وبشكل مستمر.. ولكنه عند الموت والحياة اختفت كلمة (هو) لأن الجميع يعترف أن الله هو الخالق وهو المحيي.