آراءدولي

الصراف : خلافاتنا وتخلفنا يخضعاننا لإسرائيل

بقلم / مصطفى الصراف

مصطفى الصراف
مصطفى الصراف

• الشعوب العربية أصبحت اكثر وعيا، وليست اقل من شعوب العالم في ادراك مصالحها,الكيان الصهيوني هو شكل ثالث للاستعمار الغربي للوطن العربي، فما دام العرب لم يحسموا امرهم في التخلص من التبعية للغرب، فإن الاستعمار الغربي سيبقى يقدم انواعاً من الاستعمار تتماشى مع تغير الزمن، فمن الاستعمار الاستيطاني القديم، ثم الاستعمار الامبريالي، نعيش اليوم مرحلة الاستعمار الصهيوني، لقد زرعت اسرائيل في ارض فلسطين، وتمت رعايتها من قبل دول الاستعمار الغربي، لتكون لها قاعدة متقدمة في المنطقة العربية، واعتبار الامن الاسرائيلي والحفاظ على اسرائيل متفوقة على الدول العربية هو الشغل الشاغل للاستعمار الغربي، وقد تحررت جميع دول العالم وملكت ارادتها ما عدا معظم الدول العربية، رغم ما عانته وتعانيه من ويلات الاستعمار الغربي، والسبب هو ضعف ارادة اغلبها، وعدم تكاتف معظم حكوماتها للوقوف في وجهه صفا واحداً، وهذا ما جعل الاستعمار الصهيوني يستغل هذه الفرقة ليقسم الدول العربية ويصنفها دولا معتدلة، ودولا مارقة، ويوقع القطيعة بين المحورين بصياغة سيناريوهاته ومشاريعه وتوزيع الادوار فيها لتبقى متخاصمة، ولبيع خردة السلاح لها لتقاتل به ويثرى هو من ورائها بدلا من استخدام مواردها للتنمية والتقدم,فمن حروب خاسرة ضد اسرائيل كان الاستعمار طرفا فيها، الى حرب ضد ايران شنها العراق وانفق فيها كل خزائنه، الى حرب في سوريا انفق عليها من المال العربي ما يجعل جميع الدول العربية المدينة وشعوبها في مقدمة شعوب العالم رقيا ورفاهية، وها نحن في دول الخليج العربية بدلاً من ان نزداد تقاربا لم نفكر في تجاوز بعض خلافاتنا، بعيدا عن الانفعال وتسويتها بالطرق الودية التي تحفظ لكل منا سيادته,ان الشعوب العربية اصبحت اكثر وعيا، وليست اقل من شعوب العالم في ادراك مصالحها، ولم تعد الحروب الاعلامية تنطلي عليها، وان مرت عليها لبعض الوقت، فإنها ستدرك خداعها وتفقد الثقة في من يحاول الكذب عليها واستغفالها، لان العالم اصبح متصلاً بعضه ببعض، وابواب العلم والاعلام فيه مشرعة، ومطلوب من اغلب الدول العربية اولاً ان تكون صريحة مع نفسها في امانتها على مقدرات شعوبها المتطلعة الى الحرية الشخصية والديموقراطية السياسية والعيش الكريم، ثم ان تكون صريحة مع شعوبها في انها لا تقوم بخداعها وتبطن غير ما تبديه لها، ويجب الاجماع على ان يتوحد العمل العربي على تحرير فلسطين وعودة اللاجئين الفلسطينيين ودعم المقاومة العربية، وفي سوريا وقف تمويل المرتزقة، والكف عن التدخل في الشؤون الداخلية للدولة السورية الشقيقة، واعادتها الى مقعدها في الجامعة العربية لتوحيد الصف العربي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى