Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
آراءدولي

الصراف :هل ستفتح جبهة اليمن؟

مصطفى الصراف :مصطفى-الصراف

• أملنا كبير في أن دول مجلس التعاون لن تنجر إلى حرب في اليمن. الاستراتيجية السياسية التي رسمها هنري كيسنجر حينما كان وزيراً للخارجية الأميركية قبل عقود، قامت على اساس تفكيك دول المنطقة خطوة خطوة، وبها يتم اضعاف دول المنطقة والاستفراد بحكوماتها واستخدام العصا والجزرة معها، فيتم اخضاعها تحت النفوذ الاميركي من جانب وتحقيق الامن الاسرائيلي من جانب آخر. فمن جهة اضعاف دول المنطقة ومن جهة اخرى تقوية اسرائيل لتكون اشبه بكلب الحراسة للمصالح الاميركية بتفوقها على دول المنطقة فرادى فيما لديها من سلاح متطور تزودها به الصهيونية العالمية، وقد سارت على نهجه السياسة الاميركية حتى بعد مغادرته وزارة الخارجية، وكانت هذه السياسة تتبدل تكتيكيا وفق الظروف التي تمر بها المنطقة ودول العالم، ولم تكن سياسة كونداليزا رايس وزيرة الخارجية في ادارة الرئيس جورج بوش، والتي سميت بالفوضى الخلاقة، الا صورة من تلك التبدلات التكتيكية الرامية الى تغيير الانظمة وترك المنطقة في حالة فوضى تتصارع دولها في ما بينها تحت ادارة المخابرات المركزية الاميركية. وهو ما حصل بداية في ما سمي بالربيع العربي، وقد لعب فيها الاخوان دوراً رئيسياً وما زالوا يقومون بالدور لنشر الفوضى وتأزيم الاوضاع والعلاقات بين دول المنطقة، وها هم اليوم يفتحون جبهة قتال في مصر الى جانب جبهات القتال في ليبيا وسوريا والعراق. ولم تكتف اميركا بذلك، بل هي إلى جانب تلك الجبهات ستعمل على فتح جبهة حرب وقتال في اليمن، لأن اللاعبين أنفسهم متواجدون فيها وفي مقدمتهم «القاعدة»، وبذلك تصبح كامل منطقة الشرق الاوسط مشتعلة في حروب مسلحة مفككة. والمؤسف ان قيادات دول المنطقة تبدو اضعف من ان تعي ذلك لتعمل على إفشال هذا التكتيك.وأملنا كبير في ان دول مجلس التعاون لن تنجر الى حرب في اليمن، فتكفي حروب حولنا في سوريا والعراق. وما ينتظرنا من تهديد يطرق ابوابنا من قبل تنظيم داعش. لذا، يجب على دول مجلس التعاون ان تتجنب التدخل في الاحداث الداخلية للشعب اليمني او اي دولة عربية اخرى. وذلك حفاظاً على امن وسلامة شعوب دول مجلس التعاون من ان تطالها نيران تلك الحروب. وتستنزف اموالها وتدمر تنميتها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى