
بمجرد أن نشر «حزب الله» بيانه بعد ضربه لموكب الجنود الإسرائيليين، علم الإسرائيليون ماذا تعني الرسالة المرقمة. لهذا لم يفعلوا أكثر من شراء ماء الوجه بعشرين قذيفة سقطت في مناطق زراعية، ولم يقتلوا سوى أحد جنود «اليونيفيل». الرقم واحد فاتحة خير إن شاء الله، ونتمنى من الحزب أن يرسم على وجوهنا السعادة والابتسامة بالمزيد من أرقام الرجولة هذه.
هذا البيان الأول هو رسالة ذات مقاصد عدة بالتأكيد. فإلى جانب الطرف الإسرائيلي، يريد «حزب الله» أن يبعث بهذا البيان الى السلطات التي أدارت بوجهها عن العدو وسلمته ظهرها مطمئنة و«متعاونة»، والتفتت إلى إخوتهم وأبناء عمومتهم ورفعوا السلاح بوجوههم وقتلوا بعضهم بعضا. بيان «حزب الله» رقم واحد في خضم هذه الحروب وهذه القلاقل والتناحر الداخلي والفوضى التي افتعلتها الدمية «داعش» في ما بين الشعوب العربية، أدهش الجميع وذكّرهم بأن الحزب والمجاهدين الحقيقيين لقضيتهم لا يغفلون عن محور المشكلة وأساسها.
البيان الأول رسالة الى الشعوب العربية التي نست أو تناست قضيتها الأولى. هذه الشعوب التي ملّت لكثرة سماع اسم إسرائيل، فرضيت بالأمر الواقع الذي تريد أن تفرضه الأمم المتحدة والاقتناع بأن لا مفر من الخنوع والتنازل والإذلال.
البيان الأول رسالة إلى المغرر بهم من الشباب ممن لعبت المنظمات الإرهابية برؤوسهم وزجّت بهم في نار طائفية وقومية وكذبة كُبرى كتب قصتها الإسرائيليون وأخرجها الأميركان وموّلها الدولار.
ألا يسأل أولئك الشباب أنفسهم ما موقفهم وهم ينظرون أمام أعينهم اهتمام إسرائيل بهم ورعايتها إياهم في مستشفياتها ومصحّاتها، في حين طائراتها تقصف شهداء القنيطرة ومخازن أسلحة النظام السوري اللبناني وصواريخ «حزب الله» وأنظمة اتصالاته؟ هذا البيان رسالة إلى الطائفيين والقوميين ممن يتهمون «حزب الله» في سلمه وحربه. ففي السلم يتهمونه ومن ورائه إيران بأنهم لا يجرؤون على محاربة إسرائيل ولن يطلقوا رصاصة واحدة لأنهم يخططون ويتعاونون مع بعضهم، وإن جرت الحرب قالوا هذا الحزب متهور طائش غير متزن ويعرّض مصالح الدولة والشعب للخطر! كيف تريدون أن تشتعل المعركة بكاملها مع العدو الصهيوني إن كنتم حتى تُحرّموا الدعاء لهم أيام الحروب، وتعادوهم أيام السلم، وتحفروا لهم المصائد وتتربصوا بهم الدوائر وتطعنوهم من الخلف، فإن كان هذا وضعكم وسرائر قلوبكم، فكيف ستكونون إذا ما اشتعلت الحرب الكُبرى التي بها سينتهي هذا السرطان إن شاء الله!
لكن اُطمئنكم انه وكما أن إسرائيل سرطان الأمة، فالحزب سرطان إسرائيل! والمضحك المبكي أن يكون أكثر الناس تصديقاً لما يقوله أمين الحزب السيد حسن نصرالله هم الإسرائيليين.
اللهم زد الأرقام وبارك للمجاهدين الأبطال إلى يوم خلاص الأمة من رجس ودنس الصهاينة المجرمين.