دواء القلب

دواء القلب خمسة أشياء:
(قراءة القرآن بالتدبر، وخلاء البطن، وقيام الليل، والتضرع عند السحر، ومجالسة الصالحين).
أولها :قراءة القرآن بتدبر، وأي دواء للقلب كالقرآن الذي جعله الله شفاء للقلب إذ يقول تعالى : { وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ}
ثانيها: خلاء البطن، وكيف لا يكون خلاء البطن دواء للقلب وكل ما نشكوه من بلاء، ناشئ عن هذا الامتلاء لذا يقول صلى الله عليه وسلم: “ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطن” ، لأن البطن إذا امتلأ ضغط على القلب فران عليه الصدأ، وتكاثف عليه البخار فحجب عنه أنوار الفكر، ومن هنا قيل: (البطنة تذهب الفطنة ) .
ثالثها: قيام الليل، أي إحياؤه بضروب من الطاعات والقربات، من صلاة وتسبيح ودعاء واستغفار وإنما كان لعبادة الليل هذا الفضل والامتياز عن عبادة النهار، لأن الليل أفرغ للبال، وأجمع للفكر، وأبعد عن الضوضاء، وأدعى للسلامة من الرياء، فالعبادة فيه أقرب إلى الإخلاص والصدق، روى الترمذي عن عبد الله بن سلام رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم: قال: “أيها الناس افشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا بالليل والناس نيام.”
رابعها: التضرع عند السحر، والتضرع هو الخضوع والتذلل في الإلتجاء إلى الله والرجوع إليه في طلب الحاجات، وخير ظرف لذلك هو وقت السحر حيث يكون القلب على نقائه وطهره وفراغه من شواغله المادية،
خامسها: مجالسة الصالحين، وما أعظم نفع هذا الدواء، ولكن ما أعظم زهدنا فيه، وأشد غفلتنا عنه، فإن عدوى الآفات الروحيه أشد تأثيرا من عدوى الآفات البدنية، والبذرة الصالحة تفسدها البيئة الفاسدة، وشياطين الإنس أشد ضراوة وأكثر شراً من شياطين الجن، بل لولا شياطين الإنس لما كان لشياطين الجن كل هذا السلطان علينا،