مشعل الظفيري – الراي:
إذا تسيد الساحة السياسة المغامرون والمراهقون فأعلم أنك أمام معارضة مهترئة وغير متماسكة.. إذا كان تحرك المعارضة خارج الأطر القانونية فأعلم أنك أمام معارضة جاهلة.. إذا كانت المعارضة لا تحظى بدعم النقابات ولا الجمعيات فأعلم أنك أمام معارضة إقصائية.. إذا كانت المعارضة قائمة على شخص واحد فأعلم أنك أمام معارضة ديكتاتورية.
الأخطاء الحكومية لم تكن وليدة اللحظة وتجاوزاتها لم تأتِ مع ارتفاع أسعار النفط بل منذ أمد بعيد فهل كانت معارضة الثمانينات تتمتع بهذا النفس القبلي أو حتى المذهبي المتعصب؟! كانت معارضة تضم كل الطوائف من قبائل وحضر وسنة وشيعة ولم يسعَ أي منهم للبطولة وتصدر الأمور بغير هدي وإنما الفكرة هي من تُتبع ومن الجميع.. فالتيار أو الحزب أو الحركة أو المجموعة إذا لم تكن قائمة على فكرة واقعية التطبيق فلن يكون النجاح حليفها أبداً خصوصاً وأننا في مجتمعات ثرية و»شبعانة» فالغالبية منا يفضل برودة التكييف على لاهوب المسيرة مع العلم أن المسيرة لم تكن مقنعة أبداً وأصحابها مارسوا نفس التعسف والتشويه الذي ينتقدونه كل يوم!
يجب على المعارضة أن تعيد حساباتها مرة أخرى وأن تكون مطالبها واقعية ومقبولة من غالبية الشعب إذا أرادت الوصول لها وعلى المعارضة اليوم أن تتسيد الأمور بدلاً من الفوضى التي تحدث هنا وهناك فالناس بدأت تشعر بالملل والغثيان وعلى المعارضة أن تتسم بالتواضع قليلاً لأنه مفتاح النجاح، وعليها أن تشكل مجموعة معتدلة للتفاوض للوصول إلى حل وسط يرضي جميع الأطراف وهذا ليس معناه أن يُترك السارق أو من تثبت إدانته في رشوة أو حتى تجاوز لأننا نريد أن نفتح صفحة بيضاء تسر الناظرين تتآلف معها قلوب أهل الكويت لنعمل على تنميتها ورفعتها.
****
إضاءة:
الحالة السياسية في الكويت تردد مقولة جعلوني مجرماً.. بينما القاعدة القانونية تقول المتهم بريء حتى تثبت إدانته.
